ـ(141)ـ العلم، وإلا كان محرماً مؤدياً إلى محرم أكبر إلا وهو التفرق والشحناء والانقسام إلى شيع وأحزاب ?وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ $ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ $ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ ?(سورة المؤمنون: 52 ـ 54). ومتى تبين للمسلمين بالعلم أو بالقرائن أن دافع المخالف اتباع الهوى أو الترخص لشهوة النفس أو الطمع في أمر دنيوي يضاد المقصد الأسمى الذي هو رضي الله تعالى، أو يضاد مبدأ خدمة الدين وحراسته وصيانته، أو أن المخالف بعيد عن حب الألفة والرحمة والمحبة لعباد الله والإجماع على طاعته ورضاه كان خلافه مذموما وكان صاحبه خاسر إلا يجوز الإنسان ان يوافقه أو يؤيده أو يسير معه أو يناصره. وقد يختلف اثنان فيكون كل منهما مخطئ موزور، قال الله تعالى: ?ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ?(سورة البقرة: 176). وقال تعالى ?وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ?(سورة التوبة: 30). فهذه الآيات واضحة في أن هاتين الفرقتين اختلفتا وأن كلا منهما على ضلال وكفر. وقد يختلف اثنان فيكون أحدهما مصيبا على هدى والآخر مخطئا على ضلالة، قال الله تعالى: ?... وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ?(سورة البقرة: 253). وقد يختلف اثنان فيكون كل منهما على صواب وهدى كما تقدم من بعض الأدلة التي سقناها والتي منها إقرار النبي صلّى الله عليه وآله وسلم للمختلفين في صلاة العصر في الطريق إلى بني قريظة وفي القراءة عندما قال عليه الصلاة والسلام: "كلاكما محسن".