ـ(10)ـ والتذويب والذاتية والهزيمة النفسية، وما أدّاه العلماء المخلصون المتقون الواعون المتحررون من أغلال المادية والذاتية من خدمات قيادية عظمى للمسلمين. خلافا لطائفة أخرى من علماء البلاط الذين اتجهوا إلى الدنيا وزخارفها ولم يهتموا بشؤون الأمة وهم كثيرون مع الأسف. وكان من المناسب ان تتناول اللجنة قضايا الحكم والحكّام في واقع عالمنا الإسلامي، ـ فالحكام أيضاً ليسوا سواء من حيث الاعتقاد والالتزام بالإسلام والاتجاه إلى الحكم الإسلامي بل أكثرهم من أنصار العلمانية وفيهم الصالح والطالح والقائم بذاته والتابع لغيره ـ لكنها لم تفعل ذلك رعاية للمصلحة، غير ان البحوث تناولت أسباب اعتلاء المسلمين وانحطاطهم في تاريخهم القديم والمعاصر. من مجموع الأوراق المقدّمة تبيّن أن مشكلة الاتفاق على صيغة مشتركة لنظام الحكم في الإسلام بين المذاهب الإسلامية ليست هي مشكلة النص أو الانتخاب، بل هي ارتفاع إرادة المسلمين وخاصة علمائهم إلى مستوى العودة إلى الهوية والعزّة وتجاوز مرحلة الهزيمة والضعف، واستيعاب مفاهيم القرآن والسنّة بصورة تجمع بنى الأصالة والمعاصرة. ومن حسن الاتفاق ولله الحمد ان الدولة الإسلامية المباركة في إيران قدمت النموذج الرائع على قدرة هذه الدولة في تعبئة القوى وتفجير الطاقات وإحلال الوحدة الفكرية والعاطفية والشعورية بين أبناء المجتمع، ودفع الجماهير إلى معركة الهدم والبناء بشكل فاعل. ولابد من مشاركة علماء العالم الإسلامي لدراسة هذه التجربة وإثرائها ودراسة منعطفاتها وعقباتها ومعطياتها، فهي تجربة رائدة قادرة على أن تثري مسيرة المسلمين على مرّ الأجيال. ولا يفوتني في الختام أن أشكر كل من ساهم في إعداد هذا الكتاب، من كتّاب ومترجمين ومصححين، وأخص بالذكر حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد جلال الدين ميرآقائي والأستاذ الفاضل عبد الحميد الطالبي مسؤول اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. محمد واعظ زاده الخراساني الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية