ـ(57)ـ التمامية لا تتبدل كلماته وأحكامه من بعد(1). هذه نظرة إلى القرآن حول الخاتمية، ومن أراد التفصيل والتحقيق فليراجع التفاسير، وكما أن الكتاب الحكيم اهتم بالخاتمية، فهكذا اهتمت بها السنة النبوية وروايات العترة الطاهرة، ولو حاولنا أن نذكر ما وقفنا عليه في ذلك المجال من المآثر لطال موقفنا مع القراء، ولذلك نقتصر على اثنتي عشرة رواية، مع أن المأثور يتجاوز المائة. الخاتمية في الأحاديث النبوية لقد حصحص الحقّ بما أوردناه من النصوص القرآنية وانكشف الريب عن محيّا الواقع، فلم تبق لمجادلٍ شبهة في أن الرسول في الذكر الحكيم خاتم النبيين وشريعته خاتمة الشرائع وكتابه خاتم الكتب. وقد وردت الخاتمية على لسان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، نذكر منها ما يأتي: 1ـ خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة إلى غزوة تبوك وخرج الناس معه فقال علي عليه السلام اخرج معك ؟ فقال: لا، فبكى علي، فقال لـه رسول الله صلى الله عليه وآله: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبيَّ بعدي، أو ليس بعدي نبي، أو ولا ينبغي أن اذهب إلاّ وأنت خليفتي". والحديث على لسان المحدثين حديث المنزلة، لأنّ النبي نزل فيه نفسه منزلة موسى، ونزل عليّاً مكان هارون. أخرجه البخاري في صحيحه في غزوة تبوك، ومسلم في صحيحه في باب فضائل ________________________________ 1ـ وقد استعملت الكلمات في القرآن الكريم في الشرائع الإلهية، قال سبحانه واصفاً مريم: ?... وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ...? التحريم: 12.