ـ(55)ـ النص الرابع: قولـه سبحانه: ?قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ?(1). وظاهر الآية: ان الغاية من نزول القرآن تحذير من بلغه إلى يوم القيامة، وبذلك يفسر قولـه سبحانه في آية أخرى: ?وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ?(2). فإنّ المراد من ?وَمَنْ حَوْلَهَا? جميع أقطار المعمورة، وعلى فرض انصرافها عن هذا المعنى العام، فلا مفهوم للآية بعد ورود قولـه سبحانه: ?لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ?. النص الخامس: قولـه سبحانه: ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ?(3). والمتبادر من الآية كون ?كافّة? حالاً من الناس قُدّمت على ذيها، وتقدير الآية وما أرسلناك إلاّ للناس كافةً بشيراً ونذيراً. واليك محصل الآيات الخمس: الأُولى: إن باب الإخبار عن السماء الذي كان هو النبوة قد أُوصدت، وبإيصادها تكون النبوّة مختومة، وبختمها تكون الشريعة المحمدية أبديّة، لأن تجديد الشريعة فرع فتح باب النبوة، فإذا كان التنبؤ بأخبار السماء مغلقاً فلا يمكن الإخبار عن السماء بوجه من الوجوه، ومنها نسخ الشريعة. وأما الآيات الأربع الباقية فهي صريحة ببقاء الشريعة الإسلاميّة بعموميتها، ________________________________ 1ـ سورة الأنعام: 19. 2ـ سورة الشورى: 7. 3ـ سورة سبأ: 28.