ـ(504)ـ الإخباريون من السنّة والإماميّة. عن أبي عبدالله عليه السلام: "من فَسََّر القرآن برأيه إنّ أصاب لم يؤجر وإن أخطأ سقط أبعد من السماء". عن مولانا الرضا عليه السلام عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: إنّ الله عزّ وجل قال في الحديث القدسي: ما آمن بي من فسَّرَ كلامي برأيه، وما عرفني من شبّهني بخلقي، وما على ديني من استعمل القياس في ديني". عن مجمع البيان أنّه قد صحَّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وعن الأئمّة القائمين مقامه أنّ تفسير القرآن لا يجوز إلاّ بالأثر الصحيح والنصّ الصريح(1). نقل الدكتور أبو الحسن مُحَمّدي: "للسنّة أثر إيجابي في بيان القرآن الكريم وتوضيح مجملاته، لأنّه يحتوي على كلّيات الأحكام وأُصولها وبيانها، وشرحها وظيفة السنّة، ولذلك قال جعفر عليه السلام: ما جاءكم عنّا فإن وجدتموه موافقاً للقرآن فخذوه، وإن لم تجدوه موافقاً فردّوه، وإن اشتبه الأمر عندكم فقفوا عنده وردّوه إلينا حتّى نشرح من ذلك"(2). وقول الصادق عليه السلام: "كُلّ شيءٍ مردود إلى الكتاب والسنّة وكُلّ حديث لا يوافق القرآن فهو زخرف". أعلم إنّ إثبات الحكم الشرعي بالأخبار المرويّة عن الحجج: موقوف على مقدّمات ثلاث: الأولى: كون الكلام صادراً عن الحجّة. _______________________________________ 1 ـ فرائد الأُصول: 34، الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري، و"في الأُصول المعمولة في تعبير الأوضاع والمراد" في مسند الأخباريين في المنع عن العمل بظواهر الكتاب. 2 ـ مباني استنباط حقوق إسلامي ] بالفارسية [ عن "الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد" 1: 75، مصطفى أحمد زرقاً.