ـ(481)ـ إلاّ الله" في الحج بهذا الأسلوب الذي تتطلّبه الظروف السائدة هناك، وهو أسلوب مناسب مؤثّر لإعلان المواقف السياسية والدينية في العالم؛ وهنا نستمد من ترجمة نصّ كلامه إيضاحاً أكثر: قال قدس سره في بيانه إلى حجاج بيت الله الحرام: "إن البراءة من المشركين إحدى أُسس التوحيد وواجب سياسي في الحج، فلا بدّ أن تقام في الموسم ضمن إقامة التظاهرات والمسيرات مع كلّ صلابة وجلال". وهكذا تابع قوله عند محاولة التركيز على إقامة البراءة في الموسم، كمصداق لتحقيق كلمة التوحيد فقال: "حاشا أن يتحقّق خالص عشق الموحّدين إلاّ بمظهرٍ كامل للبراءة من المشركين والمنافقين في القول والعمل، ومن كلّ دناءة وتعدٍّ وظلم واستغلال واسترقاق للشعوب؛ وأيّ بيت أحقّ من الكعبة (بيت الأمن والطهارة) في أنّ يتوجّه إليه الناس ويجدّدوا الميثاق ?... ألستُ بِربِّكُم...? (1) ليحطّموا الأصنام والأرباب المتفرقين، ويُحيوا ذكرى أهمّ وأكبر حركة سياسية للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في ?وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أنّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ?(2) حيث إنّ سنّة نبينا في إعلان البراءة لا تُنسى ولا تندثر. ولا يقتصر إعلان البراءة على موسم الحج فحسب، بل على المسلمين أن يملؤوا جميع أنحاء العالم محبةً وعشقاً للذات الإلهية، ونفوراً وحقداً عمليّاً لأعداء الله..."(3). نعم في مسألة البراءة قبل ان يكون دافع المقاومين ضدّها شبهة شرعية يكون دافعهم مواقف سياسية لا يمكنهم التصريح بها، حيث يواجهون استنكار شعوب المسلمين الغيارى، فالتجؤوا إلى ملجأ أمين يستر واقعهم، فأخذوا عنوان البراءة آلة لإدانة مراسم البراءة عن المشركين في الحج. _______________________________________ 1 ـ سورة الأعراف: 172. 2 ـ سورة التوبة: 3. 3 ـ من بيان للإمام الخميني قدّس سره لحجاج بيت الله الحرام في ذي الحجة سنة 1407.