ـ(48)ـ الخاتمية في الذكر الحكيم والسنة النبوية وعند الأُمة الإسلاميّة تمتاز الشريعة الإسلاميّة بنقطتين رئيستين: الأُولى: عالميتها وشموليتها. الثانية: كونها خاتمة الشرائع. أما الأُولى: فمعناها أن دعوتها دعوة عالمية لا تنحصر بإقليم معين، وهي من ابرز الملامح التي يستهدفها القرآن في دعوته ورسالته. يقول سبحانه ?تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا?(1). ويقول أيضاً: ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ?(2). وقال سبحانه: ?قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ?(3). لقد بعثَ الرسولُ الأعظم صلى الله عليه وآله سفراءه إلى أنحاء المعمورة لنشر دعوته فيها وبِيَد كلّ واحد منهم كتاب يعبر عن عالمية دعوته، فقد بعث إلى قيصر الروم وكسرى فارس وعظيم القبط وملك الحبشة والحارث بن أبي شمر الغساني ملك تخوم الشام وحوزة بن علي الحنفي ملك اليمامة وغيرهم هم من ملوك العرب وشيوخ القبائل والأساقفة، والمرازبة، والعمال، وهذا المواثيق أوضح دليل على أن رسالته عالمية لا تحدُُّ بحد، بل تجعل الأرض كلها ساحة لإشاعة دينه وتطبيق شريعته. ________________________________ 1ـ سورة الفرقان: 1. 2ـ سورة سبأ: 28. 3ـ سورة الأعراف: 158.