ـ(471)ـ P من الألفاظ التي يستعيذ بها جميع الشعوب الإسلاميّة بمختلف آرائها، ويحاول أن ينتمي إليها هي: لفظة "السنّة" المقدّسة، وقد أذعنت بها حتّى عُدّت جزءاً بل أصلاً للإسلام لا يمكن الفصل بينهما. وقد حفلت بتقديسها وتبجيلها آلاف من الأحاديث المودعة في موسوعات الفرق الإسلاميّة، كما حضّت على الأخذ بالسنّة وحذّرت عن مغبة الابتعاد عنها، ونحن إنّما نقتصر هنا بذكر نموذج من تلك الآلاف: جاء في بيان أمير المؤمنين علي عليه السلام في خطبته المعروفة بالديباج ما نصّه: "نعم اقتدوا بهدى نبيّكم فإنّه أفضل الهدى، واستنّوا بسنّته فإنّها أهدى السنن..."(1). وروى المفيد في المجالس عن منصور بن يحيى عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: "صعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المنبر فتغيّرت وجنتاه والتمع لونه ثمّ أقبل بوجهه فقال: يا معشر المسلمين إنّما بعثت أنا والساعة كهاتين، قال ثمّ ضمّ _______________________________________ 1 ـ نهج البلاغة: 163، تحقيق صبحي الصالح، خطبة 110.