ـ(424)ـ من الآفات، وافترض مودّتهم في الكتاب"(1). وقد ذكر ابن حجر في صواعقه (2) آيات أُخر وأحاديث كثيرة تؤكّد هذا المعنى وتنبّه إليه، ولعلّ من المناسب أنّ أورد رواية سعد بن أبي وقاص هنا لإلقاء مزيد ضوءٍ على هذه المسألة، حتّى لا يبقى تعلقٌ لمن يتوهّم وجود تعارضٍ بين الروايات أو ضعفٍ في رواية الكافي(3). جاء في التاج الجامع للأصول: "عن سعد بن أبي وقاص قال: أمرني معاوية أنّ أسبَّ أبا تراب، فقلتُ: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ لـه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فلن أسبّه، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبُّ اليَّ من حُمرِ النعم: قد خلفه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في بعض مغازيه فقال علي عليه السلام: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان، فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: أما ترضى أنّ تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأُعطينّ الرايةَ رَجُلاً يُحبُّ الله ورسولَه، ويُحبّهُ الله ورسولُه، قال: فتطاولنا لها، فقال ادعوا لي عليّاً، فأُتي به أرمدَ فبصقَ في عينه، ودفعَ الرايةَ إليه ففتحَ اللهُ عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: ?فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ?(4) دعا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً وفاطمةَ وحسناً وحسيناً: وقال: اللّهم هؤلاء أهلي... رواه مسلم والترمذي". هذا وقد وردت روايات كثيرة مستفيضة في كتب الفريقين نقلَ طائفة منها ابن حجر (5) أيضاً فيها تأكيد أنّ معرفتهم (أي الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام) براءة من النار، _______________________________________ 1ـ راجع فيما نقلناه، الصواعق المحرقة: 90-91، إشارة إلى آية المودّة: (الشورى: 23) وهي قوله تعالى: ?قل لا اسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى?. 2ـ راجع الصواعق المتقدم: 89 وما بعدها. 3ـ كما توهّم بعضهم، نقل ذلك السيد المحقّق ثامر هاشم في كتابه دفاع عن الكافي 1: 95، وناقش الأمر مناقشةً وافية شافية، والكتاب هذا نشر مؤسسة الغدير للدراسات الإسلاميّة، قم، 1415 هـ. 4 ـ سورة آل عمران: 61. 5 ـ الصواعق المحرقة: 111، الميمنية، وراجع الكشاف، في تفسير آية المودّة.