ـ(386)ـ كتابه أحاديث فيها وهن - ولكنه بيّن ذلك - وأنّه لم يورد فيه أيّ حديث عمّن أجمع على أنّه متروك الحديث. وفي رسالته لفتات كريمة منه تدلّ على أمانته وتواضعه مثل قوله: "فربّما تركت الحديث إذا لم أفقههُ، وربّما كتبته وبيّنته". وقال إنّ كتاب سننه هذا اقتصر فيه على أحاديث الأحكام، تاركاً أحاديث الزهد وفضائل الأعمال(1). وقال أبو داود ما ملخّصه: "ألّفته نسقاً على ما وقع عندي ]و[ لم أكتب في الباب إلاّ حديثاً أو حديثين، وإن كان في الباب أحاديث صحاح". وقال: "وإذا أعدت الحديث في الباب من وجهين أو ثلاثة فإنّما هو من زيادة كلام فيه". وقال: "وربّما اختصرت الحديث الطويل لأنّي لو كتبته لم يعلم موضع الفقه منه". وقال في غير رسالته: "ما ذكرت في كتابي حديثاً اجتمع الناس على تركه"(2). وقال:"وما كان في كتابي من حديث فيه وهن شديد فقد بيّنته، ومنه ما لا يصحّ سنده". ولي هنا ملحوظة أذكرها لأستخلص منها أنّ رسالته إلى أهل مكة كانت قبل أنّ يتمّ كتابه بشكل نهائي - وصل إلينا - فقد ذكر فيها أنّ أحاديث كتابه هي (4800) حديث وكلّها في الأحكام، وهي في ترتيبي بطبعتنا (5273) حديثاً، والتكرار والتقسيم _______________________________________ 1 - انظر رسالة أبي داود إلى أهل مكة في وصف سننه، تحقيق العلامة الدكتور محمّد بن لطفي الصباغ. 2 - دراسة الشيخ الصباغ لسنن أبي داود: 286.