ـ(384)ـ ومعركة الإسلام هذه لن تنتهي مادام في الدنيا خير متمثّل بالمؤمنين، وشرّ متلبّس بالكافرين والمرتدّين والمنافقين. وكما كان الأمر سابقاً، نجد في حاضرنا من تأثّر بهم من أبنائنا عن جهل، فردّدوا أقوالهم وتلمّسوا لذلك شبهات بعض أهل الأهواء والضلال؛ ونحن إذ نردّ عليهم نسأل الله تعالى أنّ يلهمهم العودة إلى الحقّ، فرجوعهم يُفرحنا ويشرح صدورنا، لأنّنا نحبّ لهم الخير كما نحبّه لأنفسنا. ولولا الجهل عند بعض أبنائنا لما انخدعوا بأُولئك الذين شكّكوهم بأُصولهم، بما سهّلوا لهم من طرائق العلم، وبعض النفع المادّي فقلّدوهم في نقد كتبنا... واليوم وقد هيّأ الله لنا تيسير طرائقنا ومناهجنا، وأمدنا بوسائل مادّية وتقنية لم تكن متاحة لنا من قبل، كما امتنّ علينا بابتعاد الكثير من علمائنا عن التعصّب الذميم، والتقليد الأعمى، فلا عذر لأحد الآن من الاستمرار على ما كان عليه من التبعية، مع أنّ ما قدم الغرب لنا عبر أبنائنا فإنه مسروق منّا بإضافة السمّ إلى الدسم، ويكفي أنّ نذكر اسم ذاك اليهودي الحاقد (كولد تسهير) لنعرف مقدار تأثيره على العدد الكبير من الدارسين الذين نرى ونلمس في كتاباتهم مدى ذلك التأثر. وأن ما زعمه هؤلاء من استخدام (معايير النقد العلمي) فإنّه ادعاء كاذب ما دعاهم إليه إلا العقيدة المسبقة وما في نفوسهم من حقد دفين لمحاربة ما عندنا وصولاً إلى أغراضهم للقضاء على هذا الدين. وإنّني على يقين بأنّ مجتمعنا - هذه الأيام - بعيد عن الانسياق وراء تلك الدعوات، وليس غافلاً عن أغراضها وأبعادها ومراميها بعد أنّ أظهرت أميركا والغرب والشرق الكافر - مجتمعين ومتفرّقين - العداوة والبغضاء لكلّ مسلم ومستضعف، وأمامنا مواقفهم من القضية الفلسطينية، والجزائر، وتونس، والبوسنة، والهرسك، والشيشان وكل