ـ(364)ـ السلطة تستخدمه أنّى شاءت وكيف شاءت، ولاسيّما عندما تصطدم مصالحها مع إرادة السنّة الشريفة، وأبرز ما نراه من هذه التأويلات ما كان على يد الأمويين والعباسيين، فجعلوا ملاكهم في ذلك الانتصار على أهل بيت النبوّة، حيث كان أهل البيت يصرّون على التصدّي للوقوف بوجه انحرافاتهم عن السنّة. 2 - التعصّب المذهبي ؛ دفع التعصّب المذهبي - حينما بلغ ذروته - الكثير إلى تأويل ما في السنّة بما يتلاءم مع المذهب، وكمثال على ذلك ما ورد على لسان أحد علماء القرن الرابع حيث يقول: "الأصل أنّ كل آية تخالف قول أصحابنا فإنّها تحمل على النسخ أو على الترجيح، والأولى أنّ تحمل على التأويل من جهة التوفيق"(1). 3 - ما حصل في عهود التقليد ؛ لقد كانت السنّة في عهود التقليد تؤخذ من خلال أقوال فقهاء المذهب ويختلف هذا المورد عن سابقيه بأنّ الحرية فيهما سلبت بصورة مباشرة عن السنّة، بينما هنا تمّ سلب الحرّية منها من خلال سلب العلماء حرّية الاجتهاد عن أنفسهم، وهذا بدوره يبرز عمق وأصالة النظرية القائلة بحرّية باب الاجتهاد، حيث إنّها تعني إعطاء الحرّية إلى السنّة لكي تؤتي ثمارها. 3 - رجوع الأُمّة إلى السنّة: من جملة ما حرصت الأُمّة عليه الرجوع إلى السنّة في فهم القرآن وأخذ ما لم يبيّنه القرآن من الأحكام والعقائد، ويمكن إبراز شدّة تمسّكهم بالرجوع إلى السنّة من خلال ذكر أمور هي: أوّلاً: إنّ رجوعهم لم يكن مقصوراً على القضايا التي نصّت عليها السنّة، بل كان يرجع إليها حتّى في القضايا التي لم تنصّ عليها السنّة مباشرة، من الأخذ بعمومها _______________________________________ 1 - أصول الكرخي: 84، طبعة مصر.