ـ(351)ـ بسم الله الرحمن الرحيم لقد حظيت السنّة - بعد الكتاب الكريم - بالبحث والدراسة على أرفع المستويات، وفي اتجاهات شتّى، فنشأت من جرّاء ذلك مكتبة إسلامية عامرة ببحوث السنّة الشريفة، وما زالت الأرضية خصبة والفرصة مؤاتية للبحث عنها في ميادين جديدة لم تطرق بعد، أو لتجديد البحث في ما طرق من الميادين السابقة. ولقد اخترنا في هذه المقالة إلقاء نظرة تحليلية على قضية بقاء السنّة الشريفة رغم مرور الزمن. وقد يبدو لأوّل وهلة أنّ البحث عن بقاء السنّة أمر ليس لـه جدوى باعتبار أنّ بقاءها يعدّ شيئاً كان لابدّ من تحققه، حيث إنها تمثّل المصدر الثاني للشريعة الإسلامية. ونقول لدفع هذا التوهّم إنّ هناك نكتتين تبرزان أهمّية البحث عن بقاء السنّة، وهما: أوّلاً: إنّ قضية بقاء ونموّ مجموعة فكرية على مدى قرون طويلة ليست أمراً سهلاً حتّى ينظر إليه بعين البساطة، بل هو أمر لافت للنظر ويستحق توجيه البحث إليه ؛ هذا