ـ(314)ـ يدرك مثلاً أنّ مصلحة الصوم لا تقتصر على مجرّد الصحة البدنية وأنّ مصلحة الصلاة لا تقتصر على الرياضة الجسمية، بل إن هناك مصالح معنوية وروحية عالية جدّاً أدّت إلى جعل الصلاة ركناً من أركان الدين وجعل الصوم بمنزلة ضيافة الله للعباد، إلى غير ذلك. المثال الثاني: لو أنّ بيت مال المسلمين لم يفِ بسدّ الميزانية المقرّرة لحاجات الدولة ومشاريعها، واضطرت الحكومة الإسلامية إلى وضع ضرائب مالية على الناس بالإضافة إلى الضرائب الثابتة في الإسلام كالزكوات والأخماس ونحوها، فسيكون وليّ الأمر أمامَ عدّة خيارات في كيفيّة وضع الضرائب الإضافيّة لسدّ ميزانيّة الدولة: 1 - يمكنه أن يضع مبلغاً معيّناً من المال على كلّ فردٍ من المواطنين على حدّ سواء، من دون أن يأخذ بعين الاعتبار المستوى المعيشي لهؤلاءِ المواطنين ولا المستوى الثّقافي والعلمي لهم ولا نوعيّة أعمالهم ومِنَنهم. 2 - كما يمكنه أن يضع الضريبة بنسبة معينة على أرباح التجارة فحسب. 3 - ويمكنه أيضاً أن يخصص الضريبة بالأثرياء وذوي الميزانيات المالية العالية ويلغيها عن الضعفاء. 4 - ويمكنه أن يضع الضريبة على الناس بحسب الميزان السكني لهم، فكل من كان يملك سكناً أكبر كانت ضريبته أكثر. 5 - ويمكنه أيضاً أن يضع الضريبة على المؤسّسات والشخصيّات الحقوقية فقط دون غيرها. 6 - كما يمكنه أن يضع الضريبة على المدارس والجامعات العلمية فحسب، ليكون على كل طالبٍ مبلغٌ من المال مثلاً. 7 - كما يمكنه أن يخوّل الوزارات القائمة في الدولة على جمع الضرائب من قنواتها الخاصّة، فتقوم وزارة التجارة على وضع الضرائب على التجار، وتقوم وزارة التربية