ـ(29)ـ الإسلام أصبح بحاجة إلى أن يعرض كنظرية مذهبية جاء بها الرسول محمّد صلى الله عليه وآله عن طريق الوحي، وذلك من أجل مواجهة النظرية المذهبية الأخرى، ومن أجل أن يتضح مدى صلاحيته لمعالجة مشاكل الحياة المعاصرة وصلته بتلك النظريات المذهبية، كما أنّ فهم الإسلام كنظرية عامة هو الذي يسّر لنا سبيل أن نتبناه نظاماً للحياة، ندافع عنه ونكافح من أجل تطبيقه وصيانته. فالحاجة إلى التفسير الموضوعي في هذا العصر تنبع- في الحقيقة- من الحاجة إلى عرض الإسلام ومفاهيم القرآن عرضاً نظرياً يتكفل الأساس الذي تنبثق منه جميع التفصيلات والتشريعات الأخرى، حيث من الممكن أن نستكشف النظريات العامة من خلال التشريع والقانون الإسلامي لوجود الارتباط الوثيق بين النظرية والتطبيق(1). الموضوعات التي تعرض لها القرآن إجمالاً وطريقته في هذا العرض: لقد عرض القرآن الكريم إلى موضوعات كثيرة، حيث تناول في ما تعرض لـه أكثر الجوانب الفكرية والثقافية المرتبطة بالحياة والكون والمجتمع، سواء ما يتعلق منها بالعقيدة أو بالتشريع أو بالأخلاق أو الحكم والعلاقات الاجتماعية أو التاريخ أو غير ذلك من الجوانب الأخرى. وهنا نشير إلى فهرست عام للنقاط الرئيسة التي تناولها القرآن الكريم، علماً بأن أكثر هذه النقاط تتفرّع إلى نقاط أخرى وموضوعات ثانوية تصلح للبحث الموضوعي والدرس العلمي؛ وهي كالآتي: الألوهية، أفعال الله عالم الغيب، الإنسان قبل الدنيا، الإنسان في هذه الدنيا، ________________________________ 1ـ راجع بهذا الصدد "اقتصادنا" لأُستاذنا السيّد محمد باقر الصدر 2: 16.