ـ(22)ـ القيام بعملية التفسير، أو لا تكون لديه القدرة المناسبة على استيعاب المضمون القرآني في التفسير. ومن الواضح أن هذين السببين ليسا مما يختص بهما المنهج التجزيئي دون المنهج الموضوعي. كما أنه لا دليل على أن هذا المنهج من التفسير(وهو أن يفسر القرآن الكريم آية آية أو قطعة قطعة) ينتهي إلى آراء مختلفة لأننا اشترطنا في التفسير التجزيئي عدم تفسير هذه الآية أو هذه القطعة إلاّ بعد الرجوع إلى الآيات الأُخرى من القرآن الكريم، والى كلّ القرائن المؤثرة في فهم هذه القطعة ومن ثمّ استخلاص النتيجة منها، لا أن تؤخذ القطعة معزولة عن كل ما حولها مما قد يؤدي إلى وقوع النتائج السلبية المذكورة. ثانياً: فيما يخص شيوع التفسير التجزيئي: فقد ذكر السيد الشهيد الصدر قدس سره أن سبب ظهور نزعة التفسير التجزيئي أولاً واستمرارها لقرون عديدة، ثمّ نشوء التفسير الموضوعي في أحضان التفسير التجزيئي حتى أخذ موقعه المناسب في هذا العصر، هو التفسير بالمأثور. إنّ هذا التفسير لهذه الظاهرة غير واضح- لديّ- على أقل تقدير، ففي تصوري أنّ سبب شيوع الاتجاه التجزيئي في التفسير وسبقه للاتجاه الموضوعي مرجعه إلى أمرين: الأول: القدسية التي أحاطت النص القرآني الكريم: إنّ القرآن الكريم بوصفه كتاباً مقدّساً وضع ضمن ترتيب ونص معين- من قبل النبي صلى الله عليه وآله على الأصح، أو في زمن عثمان كما يحتمله بعضهم- يبدأ بفاتحة الكتاب ويختتم بسورة الناس؛ وقد بقي المسلمون حتى يومنا الحاضر يحترمون هذه الصيغة وهذا الشكل التركيبي للقرآن الكريم، الأمر الذي أدّى إلى التقيّد به في قراءة القرآن وفي تفسيره ودراسته.