ـ(19)ـ وهذا الشوط الطويل بحاجة من أجل إكماله إلى فترة زمنية طويلة أيضاً، ولهذا لم يحظ من علماء الإسلام الأعلام إلاّ عدد محدود بهذا الشرف العظيم(1). ولنا بعض الملاحظات حول حديث السيد الشهيد الصدر قدس سره هي: أولاً: فيما يخص المرجحات الثلاثة لمنهج التفسير الموضوعي على التفسير التجزيئي: حيث لابد لنا أن نعرف مدى صحة هذه المرجحات واختصاصها بالتفسير الموضوعي. اما المرجح الأول(2) فإننا لا يمكن أن نعتبر خصوصية ملاحظة الواقع الموضوعي القائم والإثارات التي يثيرها هذا الواقع وتساؤلاته ومحاولة الحصول على الإجابة والمعالجة لهذا الواقع من خلال القرآن، لا يمكننا أن نعتبر هذه الخصوصية ميزة ومرجحاً لمنهج التفسير الموضوعي على المنهج التجزيئي، وذلك لأن هذا المرجح قائم وموجود في منهج التفسير التجزيئي أيضاً. وبمراجعة كتب التفسير لمختلف العصور نجد أن هذه المعالجة للواقع الموضوعي الخارجي في التفسير قائمة وموجودة، وغاية ما في الأمر أن مستوى هذه المعالجة قد يختلف باختلاف المفسر، والإثارات التي يثيرها الواقع الموضوعي، وقدرة المفسر على معالجة الموضوعات والقضايا المختلفة، فعندما وقع الاختلاف والصراع في تفسير العقيدة الإسلاميّة بين(المعتزلة) و(الأشاعرة) وهو صراع قائم في الواقع الموضوعي لذلك العصر، فإن ذلك الصراع قد انعكس على كتب التفسير في زمانه، وكان المسلمون ________________________________ 1ـ المدرسة القرآنية، المحاضرة الثالثة:41. 2ـ في هذا المرجح أخذ الشهيد الصدر بالاصطلاح الثاني(الموضوعية) وجعله مختصاً بمنهج التفسير الموضوعي.