ـ(17)ـ ثمّ فقدان الوجود الارتكازي لها في أذهان المسلمين) فإننا نكون بحاجة لدراسة هذه النظريات القرآنية وتحديدها. وستكون هذه الحاجة حاجة حقيقية ملحّة خصوصاً مع بروز النظريات الحديثة من خلال التفاعل بين إنسان العالم الإسلامي وإنسان العالم الغربي، إذ وجد الإنسان المسلم نفسه أمام نظريات كثيرة في مختلف مجالات الحياة، فكان لابد وأن يستنطق نصوص الإسلام ويتوغل في أعماقها لكي يصل إلى مواقف الإسلام الحقيقية سلباً وإيجاباً، ولكي يكتشف نظريات الإسلام التي تعالج نفس هذه الموضوعات التي عالجتها التجارب البشرية الذكية في مختلف مجالات الحياة(1). الثالث: "إن حالة التناثر ونزعة الاتجاه التجزيئي أدّت إلى ظهور التناقضات المذهبية العديدة في الحياة الإسلاميّة، إذ كان يكفي أن يجد هذا المفسر أو ذاك آية تسوغ مذهبه لكي يعلن عنه ويجمع حوله الأنصار والأشياع، كما وقع في كثير من المسائل الكلامية، كمسألة الجبر والتفويض والاختيار مثلاً. بينما كان بالإمكان تفادي كثير من هذه التناقضات لو أن المفسر التجزيئي خطا خطوة أُخرى، ولم يقتصر على هذا التجميع العددي، كما نرى ذلك في الاتجاه الموضوعي"(2). وقد نفهم من حديث السيد الشهيد قدس سره السابق أنّه يضيف إلى جملة مرجحات المنهج الموضوعي في التفسير على المنهج التجزيئي أمراً آخر، وهو أن التفسير التجزيئي يمثّل حالة من السطحية النسبية في التفسير قياساً إلى العمق الموجود في المنهج الآخر، وهذه الحالة هي حالة التفسير اللغوي واللفظي، بخلاف التفسير الموضوعي الذي يمثل ________________________________ 1ـ المدرسة القرآنية، المحاضرة الثانية:34- 36- 37. 2ـ المدرسة القرآنية، المحاضرة الأُولى: 12.