ـ(130)ـ الأوّل: أنّ النبي صلى الله عليه وآله نصّ على أنّ المتمسّك بهما لا يضلّ أبداً، وهذا متفرّع على صيانتهما عن الضلالة؛ فكما أنّ القرآن نور لا ظلام فيه وحقّ لا يعتريه باطل وهداية لا ضلالة فيه، كذلك العترة الطاهرة. الثاني: أنّ النبي صلى الله عليه وآله جعلهم أعدال القرآن الكريم ونصّ على أنّهم والقرآن توأم لا يفترق أحدهما عن الآخر حتّى قيام الساعة، وهذا يقتضي اشتراكهما في المرجعية لأحكام الدين وهداية الناس إلى رضوان الله الأكبر، ومن المستحيل أن يكون ما يعتريه الخطأ والضلالة هادياً إلى الحقّ والصواب قال سبحانه: ?قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ?(1). ويؤيّد هذا ما ورد في بعض نصوص حديث الثقلين من أنّه صلى الله عليه وآله قال: "فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم". وجعل ابن حجر في صواعقه هذا الكلام دليلاً على "أنّ من تأهّل منهم المراتب العليّة والوظائف الدينية كان مقدّماً على غيره"(2). بعد دلالة الحديث على عصمة أهل البيت يُعْرَفُ أنّ المقصود بهم ليس سوى علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة التسعة من أولاده المعصومين، كما يشعر بذلك أيضاً اقتران العترة بالقرآن إلى يوم القيامة، فلا ينطبق على غيرهم. هذا مع انّه لم يقطع على عصمة من سواهم من أقربائه. حول حديث كتاب الله وسنّتي: قد يقال: انّ النبي صلى الله عليه وآله قال: "تركت فيكم الثقلين كتاب الله وسنّتي"، فهذا ________________________________ 1ـ سورة يونس: 35. 2ـ راجع الصواعق المحرقة لابن حجر، باب وصية النبي بهم: 135، ولاحظ المراجعات للإمام شرف الدين العاملي: 22.