القرآن الكريم نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته وما روي عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وأهل بيته ـ عليهم السلام ـ وصحابته مع الاختلاف فيما يروى عن التابعين، هل هو من قبيل الأثر أم من قبيل الرأي (1). ويبدو أن المعنى الاصطلاحي للأثر وأن اختلفوا في تحديد مصدره فأنه يعني بقية آثارهم سواء أكانت تلك الآثار عن الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ أم عن غيره، وبهذا يكون معناه الاصطلاحي منحدراً عن الأصل اللغوي ومأخوذاً عنه مع اختلاف وجهات النظر في تحديده، مما يمكن القول معه: إنّ المقصود بالتفسير بالمأثور: هو الكشف عن مراد الله تعالى في كتابه الكريم بالاعتماد على ما بينه وفصله وعلى الآثار الصحيحة الواردة عن الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ وأهل بيته ـ عليهم السلام ـ والصحابة وتابعيهم على قول كما سبق بيانه في مصطلح الأثر. المبحث الثاني ـ نشأة التفسير بالمأثور لقد اهتم المسلمون بعلم التفسير ابتداء من عهد الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وآله ـ وما تلته من عهود متعاقبة حتّى عصرنا الحاضر، ولم يكن التفسير في تلك العهود المتعددة جارياً على منهج واحد لاختلاف الفهم وتجدد حاجة الناس إليه في كلّ عصر، فهو لم يأخذ طابعه الحالي إلاّ بعد مروره بمراحل متعددة حتّى انتهى إلينا بهذه الصورة التي هو عليها اليوم. ولهذا سيكون الحديث في هذا المبحث عن نشأة التفسير في العهد الذي أطلق عليه عهد (التكوين) (2)، ويمكن تقسيمه إلى ثلاث مراحل وهي: