إسلامه بمكة فكان يضرب على ذلك فلا يرتدع ويستنقذه العباس بن عبد المطلب t. وقد نبذ الأصنام والأوثان منذ الجاهلية، ويعد من الموحدين آنذاك. عن نجيح أبي معشر قال: كان أبو ذر يتأله بالجاهلية ويقول: لا اله إلاّ الله ولا يعبد الأصنام. أبو ذر أول من حيا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بتحية الإسلام. لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وصية (1) طويلة جداً لأبي ذر، وفي كلّ جملة من هذه الوصية «يا أبا ذر». عاد أبو ذر إلى بلاده بعد إسلامه داعية إلى الله ورسوله وهاجر بعد ذلك إلى المدينة المنورة. كان قائد بني غفار في فتح مكة وكذلك في معركة حنين. بايع أبو ذر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ على أن لا تأخذه في الله لومه لائم. وكان شديداً في الحق صارماً لا يحفل بالموت ولا يعبأ بالحياة، عزوفاً عن الدنيا، بعيداً عن زخارفها، وهو القائل: لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى حلقه، على أن أترك كلمة سمعتها من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ لأنفذتها قبل أن يكون ذلك. وكان أبو ذر معروفاً بالشجاعة والإسلام، ولما كانت شجاعته في الإسلام أكثر شهرة لذا نكتفي بذكر الخبر هذا عن شجاعته في الجاهلية. عن خفاء بن إيماء بن رحضة قال: كان أبو ذر رجلاً يصيب الطريق وكان شجاعاً ينفرد وحده بقطع الطريق ويغير على الصرم (2) في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع، فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ. ذكر ابن شهر آشوب أن أبا ذر ثاني اثنين صنفا في الإسلام.