أبو رافع أسلم أبو إبراهيم القبطي: من خيار أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ومن أول من ألف كتاباً في الفقه الإسلامي وهو كتاب «السنن والأحكام والقضايا». وكان أبو رافع مولى العباس بن عبد المطلب ـ رضوان الله عليه ـ فوهبه للنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فلما بشر رسول الله بإسلام العباس اعتقه. شهد مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ حرب أحد والخندق وما بعدهما من المشاهد وكان إسلامه بمكة مع إسلام أم الفضل ولكن كانا يخفيان ذلك زوجه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ سلمى مولاته فولدت لـه عبيد الله بن أبي رافع، هاجر الهجرتين ؛ الأولى مع جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة والثانية مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى المدينة المنورة. خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى الناس فقال: «يا أيها الناس من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي فهذا أبو رافع أميني على نفسي (وأهلي) » يقول المؤلف ـ عفا الله عنه ـ من قصيدة: «وحسبك من قوم كرام أصادقٍ أبو رافع القبطي منهم اسلم» لما بويع علي ـ عليه السلام ـ بالخلافة وخرج إلى العراق توجه معه أبو رافع ملازماً إياه ملازمة الظل وشهد معه حروبه وكان عمره يوم توجه إلى العراق خمساً وثمانين سنة. وكان صاحب بيت مال المسلمين بالكوفة. كان ولداه علي وعبيد الله من أصفياء علي ـ عليه السلام ـ وكانا كاتبين عنده. عن عبيد الله بن علي عن جدته سلمى: قالت رأيت عبدالله بن عباس معه ألواح يكتب عليها عن أبي رافع شيئاً من فعل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ (1).