مصدرية اللغة العربية في العملية التفسيرية: وبحسب الظاهر القوي جداً جداً من خلال استقراء كلمات الأساطين في هذه المسألة أنّه مما لا ريب فيه أن اللغة العربية الأصيلة المعلومة النقل عن العرب العاربة تمثل مصدراً أساسياً في فهم القرآن، بل لابد منها في فهمه، وإنّما حصل الكلام بينهم في قول اللغوي الذي يستقرأ اللغة، ويضم إليها بعض اجتهاداته وهل أنّه حجة أم لا ؟ والذي يكشف عن هذه المصدرية ويؤسس المنهج في تفسير القرآن تفسيراً لغوياً هو عمل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، فقد أثر عنه أنّه فسر بعض الآيات تفسيراً لغوياً، وكذلك أهل البيت ـ عليهم السلام ـ والصحابة، والتابعين، وتابعيهم ومن جاء بعدهم، فلم يتردد أحد في جعل اللغة مصدراً، أو اتخاذها منهجاً في العملية التفسيرية كما فعل الراغب الاصفهاني وغيره. قال السيوطي: «الثالث ـ من مآخذ التفسير ـ الأخذ بمطلق اللغة، فإن القرآن نزل بلسان عربي، وهذا قد ذكره جماعة، ونص عليه أحمد في مواضع، لكن نقل الفضل بن زياد عنه انه سئل عن القرآن يمثل له الرجل ببيت من الشعر ، قال ما يعجبني ، فقيل ظاهره المنع، ولهذا قال بعضهم في جواز تفسير القرآن بمقتضى اللغة روايتان عن أحمد». وقيل الكراهة تحمل على صرف الآية عن ظاهرها إلى معان خارجة محتملة يدل عليها القليل من كلام العرب ولا يوجد غالباً إلاّ في الشعر ونحوه، ويكون المتبادر خلافها. وروى البيهقي في الشعب عن مالك، قال: «لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلاّ جعلته نكالاً»(1). ومن الأمور الأولية والأساسية التي يحتاجها المفسر، العلم التفصيلي باللغة العربية بمختلف علومها من صرف ونحو واشتقاق، وبيان ومعانٍ وبديع وغيرها الأمر الذي