منهج التفسير بروايات العترة من أهل البيت ـ عليهم السلام ـ : وبعد إثبات حجية أقوالهم فلا يمثل المنهج أية إشكالية تتخذ في عملية التفسير بل سيكون تماماً تفسيرا بالمأثور كالتفسير عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ. ونطبق عليه ما طبقناه هناك من جمع الروايات بأكملها في هذا المجال، ومحاولة تمحيصها، ورفض غير الصحيح منها من خلال البحث عن سند المسند منها، ومتنه، وكذلك البحث في متن المرسل، وما إلى ذلك من ضوابط قبول الرواية وردها. وبهذا سوف ننفتح على ثروة هائلة من الروايات في تفسير القرآن العظيم تعتمد مناهج متعددة في العملية التفسيرية كمنهج تفسير القرآن بالقرآن، ومنهج تفسيره بالسنة، وباللغة، وبالقصص وما إلى ذلك (1). ولنختم هذا الموضوع من البحث بقول بعض كبار أهل السنة، وهو المتكلم والمفسر المعروف الشهرستاني حيث يقول: «فالقرآن هدى للناس عامة، وهدى ورحمة لقوم يؤمنون خاصة وهدى وذكر للنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ولقومه أخص من الأول، والثاني قوله تعالى: ?وإنه لذكرلك ولقومك? ولقد كانت الصحابة متفقين على أن عالم القرآن (أو علم القرآن ) مخصوص بأهل البيت ـ عليهم السلام ـ إذ كانوا يسألون علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ، هل خصصتم أهل البيت دوننا بشيء سوى القرآن ؟ وكان يقول: لا والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة إلاّ بما في قراب سيفي ـ هذا هو الخبرـ. فاستثناء القرآن بالتخصيص دليل على إجماعهم بأن القرآن، وعلمه، وتنزيله،