أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً)(1)، ولا شبهة في ثبوت قولهم ـ عليه السلام ـ إذا دل عليه طريق قطعي لا شك فيه»(2). وقال الشيخ الطوسي قدس سره في تفسيره التبيان: «والعم أن الرواية ظاهرة في أخبار أصحابنا بأن تفسير القرآن لا يجوز إلاّ بالأثر الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وعن الأئمة ـ عليهم السلام ـ الّذين قولهم حجة كقول النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ. وقد روي عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ رواية لا يدفعها أحد، أنّه قال: (إني مخلف فيكم الثقلين، ما إنّ تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض). وهذا يدل على أنّه موجود في كلّ عصر، لأنه لا يجوز أن يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به، كما أن أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ومن يجب اتباع قوله حاصل في كلّ وقت»(3). فالذي يظهر من هذه الكلمات أن أرقى طريق لنقل رواية رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في تفسير القرآن الكريم هو الواصل إلينا عن طريق العترة الطاهرة. وإن كانت هذه العبارات تؤسس حجية قول أهل البيت ـ عليهم السلام ـ، وسيأتي الحديث عنها مفصلاً. رأي أهل السنة والجماعة في طريق ثبوت التفسير بالسنة النبوية المطهرة: فإن الواضح من طرقهم كما في تفسير الطبري (ت 310 هـ) جامع البيان في تفسير القرآن أنّه يكفي نقل تفسير النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بواسطة الصحابة، أو التابعين أو تابعيهم خصوصاً، وأن ابن تيمية يرى أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قد بين للصحابة القرآن كله الفاظه، ومعانيه(4). بل إنّ السيوطي في الدر المنثور قد حذف الأسانيد، وقال في مقدمة تفسيره «فلما