أحدهما: وحي، متلو، مؤلف تأليفاً معجز النظام، وهو القرآن. والثاني: وحي، مروي، ومنقول غير مؤلف، ولا معجز النظام، ولا متلو، ولكنه مقروء هو الخبر الوارد عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وهو المبين عن الله عزّوجلّ مراده»(1). «ولا تختلف السنة عن القرآن في الحجية، وقد أجمع على ذلك علماء الإسلام، وعقد أهل الحديث في كتبهم أبواباً تدل تراجمها على ذلك، فقد ترجم الخطيب البغدادي أول أبواب كتابه الكفاية بعنوان: «باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله تعالى، وحكم سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في وجوب العمل، ولزوم التكليف»(2). وعلى كلّ حال فلا شبهة، ولا خلاف بين المسلمين جميعاً في مصدرية السنة النبوية المطهرة لتفسير القرآن الكريم في الجملة ولتبيين مجملاته، وتفصيل موجزاته إذ بعد قوله تعالى: ?.. وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون?(3) وكذلك بعد قوله تعالى: ?وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى? وبعد قوله تعالى: ?... ما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا...?(4). وبعد الآيات الكثيرة الموضحة لموقعية رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، ومصدرية أقواله وأفعاله