السنة النبوية الشريفة مصدراً من المصادر لا يتجاوز الحديث في تفسيره من أوله إلى آخره كما في الدر المنثور مثلاً للسيوطي أو كما في تفسير القمي فإنها اعتمدت الأثر مصدراً ومنهجاً. لذلك لابد من التفريق بين المصدر التفسيري، والمنهج، ودراسة كلّ واحدٍ منهما على حدة، والتعرف على آراء المذاهب الإسلاميّة فيهما. أما المصادر التفسيرية فقد وقع خلاف بين علماء المذاهب الإسلاميّة في الاعتماد عليها والنظر فيها، وعددها، فقد عقد جلال الدين السيوطي في كتابه القيم الإتقان في علوم القرآن فصلاً في أمهات مآخذ التفسير قال فيه ـ نقلاً عن الزركشي في البرهان ـ: وقال الزركشي في البرهان: للناظر في القرآن لطلب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربع: الأول: «النقل عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ، وهذا هو الطراز المعلم...» الثاني: «الأخذ بقول الصحابي فإن تفسيره عندهم بمنزلة المرفوع إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ...» الثالث: «الأخذ بمطلق اللغة، فإن القرآن نزل بلسان عربي، وهذا قد ذكره جماعة، ونص عليه أحمد في مواضع...». الرابع: التفسير بالمقتضى من معنى الكلام، والمقتضب من قوة الشرع، وهذا هو الذي دعا به النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لابن عباس، حيث قال: «اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل»، والذي عناه علي ـ عليه السلام ـ بقوله «إلاّ فهماً يؤتاه الرجل في القرآن»(1). فهذه أربعة مصادر ذكرها السيوطي، ونقل خلافا حولها سنتعرض لـه فيما بعد.