البحوث التي تدور حول القرآن الكريم الذي لا يختلف أحد من المسلمين على حجيته ومصدريته سواء على مستوى التشريع أم على مستوى المعرفة الدينية العامة التي ترتبط بالعقائد، والأخلاق، والمعارف الأخرى. ومن هذه البحوث ما يرتبط بالعملية التفسيرية لكتاب الله العزيز، والذي اختلف فيها المسلمون من حيثيات عديدة، وجهات مختلفة. والذي ينبغي أن يتوجه إليه البحث بالدرجة الأولى هو المصادر الأساسية للعملية التفسيرية، لأن هذه القضية إذا أمكن حلها، وأمكن الوصول من خلال البحث والدراسة فيها إلى مصادر ثابتة الحجية، والدليلية، ومقبولة إسلامياً لدى جميع الفرق الإسلاميّة بمناطات القبول العقلية والعرفية، فإن بقية المسائل لا تمثل أي مشكلة في المقام. ذلك أننا إذا ثبتنا مصدرية العقل، وحدود هذه المرجعية فإن الاتجاه العقلي لا يمثل أي أزمة بعد أن جعل العقل مصدراً في فهم مراد الله، كما أن المنهج اللغوي لا يؤثر على العملية التفسيرية سلباً إذا قبلت اللغة كمصدر في فهم كتاب الله. لذلك فإن عنونة البحث بطرق التفسير من وجهة نظر المذاهب الإسلاميّة، أو عنونته بمناهج التفسير ليس قريباً من الدقة، بل الدقة أن نجعل عنوان البحث حول مصادر التفسير من وجهة نظر المذاهب الإسلاميّة، محاولين استقصاء المصادر التي اعتمدها المفسرون قديماً، وحديثاً لندرسها دراسة فاحصة وواعية لنؤسس من ثم المصدر المقبول، والمصدر اللامقبول، وبعدها نقيم العملية التفسيرية من حيث القبول، وعدمه على أساس المصدر وصلاحيته وإن كان المنهج أو الطريقة، أو الاتجاه تؤثر على العملية التفسيرية من حيث النتائج، والصياغة النظرية للمعارف القرآنية. وهذا البحث يحاول أن يرصد بعض المصادر التي اعتمدت مرجعياً في العملية التفسيرية ليدرس قيمتها العلمية على أساس مقبوليتها وحجيتها أو عدم صلاحيتها