والصبغة الاجتماعية. التفسير بالمأثور: 1 ـ يعد التفسير بالمأثور أول أشكال التفسير ظهوراً وسمته الثابتة الاقتصار في تفسير النص القرآني على ما ورد في الأثر من ذلك عن الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ أو الصحابة وأهل البيت والتابعين. ويمكن أن يلاحظ أن أصحاب هذا المنهج قد سلكوا فيه مسلكين: الأول: توقف عند حدود الرواية فلم يزد فيه المفسر على إيراد الروايات شيئاً يذكر، وربما ذكروا أسانيد رواياتهم وربما حذفوها اختصاراً. ومن هذا القسم: تفسير العياشي، تفسير فرات الكوفي، تفسير القمي، تفسير الطبري (الزيدي) تفسير الثعلبي، تفسير البرهان، الدر المنثور للسيوطي، نور الثقلين. والقسم الثاني:زاد على إيراد الروايات فوائد مهمة، كالترجيح بين الروايات ونقد أسانيدها وانتخاب الأصح منها والأنسب بالمعنى القرآني والأكثر موافقة للأصول، وكإدخال فوائد لغوية مهمة في محلها. ومن تفاسير هذا القسم: تفسير الطبري، وتفسير ابن كثير. وللتفسير بالمأثور عامةً آفتان خطيرتان: الأولى: كثرة الأحاديث الضعيفة والموضوعة فيها، لأن غرض أصحابها عادةً هو جمع كلّ ما ورد من روايات في معنى النص القرآني بدون النظر في أسانيدها، ولا في اضطراب متونها أو مخالفتها للأصول الثابتة في الشرع. الثانية: عرضها للإسرائيليات الدخيلة على ثقافتنا وعقائدنا. ولا يكاد ينجو تفسير روائي من هاتين الآفتين. أما قول ابن تيمية في تفسير الطبري: «إنه لا يروي الموضوعات، ولا يروي عن