بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المنان بالنعم، خالق الأشياء من العدم، والصلاة والسلام على منقذ الأمم من دياجير الظلم، الرسول الممجد والنبي المسدد، سيدنا ومولانا، نبينا ومقتدانا أبي القاسم محمّد ـ صلى الله عليه وعلى آله المصطفين البررة، والقادة الخيرة، الّذين من لازمهم لاحق، ومن تقدمهم مارق، ومن تأخر عنهم زاهق، وعلى صحبه الّذين اتبعوه بإحسان، واللعنة اللامتناهية على أعدائهم أعداء الله أجمعين، حتّى قيام القيامة وملامة النفس اللوامة. إنّ الله تعالى جعل المخلوقات علائم وآيات عليه، ودلائل على حكمته وحسن تدبيره، فشاءت حكمته أن يخلق الأشياء أزواجاً، ويجعل علقة لكل منهما مع الآخر، فإذا انقطعت هذا العلقة تأخرت مسيرة كلّ فرد وعجز عن إقامة وظيفته على ما يرام. فمن آياته أن خلق الرجل على نحو يحتاج إلى المرأة، وخلق المرأة كذلك، فكل منهما مكمل للآخر، فلم تكن نظرته الرحيمة إلى الرجل أكثر من المرأة وهو العدل الحكيم