بسم الله الرحمن الرحيم نقاط الالتقاء أو التقارب في الاجتهاد والتقليد بين المذاهب: المقدمة: لاريب أن البحث في مسألة الاجتهاد والتقليد من أهم الأبحاث التي يجب تداولها بين علماء المذاهب الإسلاميّة، وذلك لأهميّة الاجتهاد من نواح ثلاث: الناحية الأولى: تحقيق مصداقيّة خلود الإسلام وعالميّته: أن الإسلام دين الخلود والبقاء على مرّ الزمن، ولم يكن الإسلام هكذا إلاّ بما فيه من المرونة التي تتلائم مع تغير وتبدّل الظروف ومقتضيات الزمن، ومعلوم أن هذه المرونة سوف تفقد حيويّتها ودورها إذا لم يكن باب الاجتهاد مفتوحا، حيث أن علميّة الاجتهاد تؤدي إلى كشف مواطن هذه المرونة والاستفادة منها لاستنباط الأحكام الشرعيّة لاسيّما المستجدة منها. الناحية الثانية: تأثير البحث في الاجتهاد على سائر البحوث سعةً وضيقاً: يعتبر الاجتهاد مفتاحا للدخول في البحوث الأخرى، وكنتيجة لهذا فالبحث فيه وتطبيقه عمليّاً بوسع أو ضيق سوف يؤثًر تأثيراً جذريّاً على المسائل الفقهيّة بل وحتّى الأصوليّة.