السيد رئيس المؤتمر السادة أعضاء هيئة الرئاسة السادة الحضور السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته. لقد كان من آثار الصحوة الإسلاميّة المعاصرة في عالمنا اليوم دعوة الجمهورية الإسلاميّة منذ أوائل انبثاقها حتّى اليوم ـ ومن منطلق القوة ـ المسلمين كافة لنبذ خلافاتهم المذهبية، ونزعاتهم الطائفية التي غرسها اعداء الإسلام منذ القرن الأول وحتى يومنا هذا، والتمسك بالعروة الوثقى التي لاانفصام لها، والاعتصام بحبل الله، والاجتماع على كلمة الله، والوقوف أمام التيارات الهدامة التي حملت معها الحقد وسفك الدماء، والدمار، والتنكيل بالمسلمين أنفسهم عبر القرون الماضية، فاستبيحت في هذه الفترات المحارم، وسفكت دماء الأبرياء، وأهينت المقدسات، حتّى كفر المسلمون بعضهم بعضاً، وبرىء بعضهم من بعض، وكلهم ينتحل الحق ويدعية، ومن اطلع على التاريخ القديم والحديث يرى الشواهد الكثيرة على ذلك. ومن خلال الشعور بالمسؤولية، دعت الجمهورية الإسلاميّة في إيران إلى توحيد صفوف هذه الأمة من خلال مؤتمر إسلامي عالمي يحضره جمع غفير من علماء الدين الأعلام، والمفكرين الإسلاميين على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم، للبحث والمناقشة في استقاء الصيغ الصحيحة السليمة والأسس الكفيلة لقيام الوحدة بين المسلمين، وطرق تيسير التقريب العملي بينهم، حيث ان العلماء والمفكرين هم الدعامة القوية للتقريب بين المسلمين، وتتوجه المسؤولية الدينية على عاتقهم، فعامة الناس تبع لهم، يسيرون وفق ما يقولون، ويأخذون بما يفتون، فهم العامل الأساس إلى توجيه عامة الناس نحو الصراط السوي في العلم والعمل.