العاصي أطاع الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء ومن أمره بذلك ودعا إليه وهذا الشرك هو الشرك الخفي المبحوث عنه في كتب الأخلاق ولعله إليه يشير قولـه سبحانه: ?وما يؤمن أكثرهم بالله إلاّ وهم مشركون?(1) فقال الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ في تفسير الآية: «يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك»(2). كلّ رياء شرك: ومن أقسام الشرك الخفي الرياء في العبادة فإنه إشراك غيره تعالى فيها، واليه يشير قولـه سبحانه: ?فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً? فقد ورد في روايات الفريقين تفسير الشرك فيها بالرياء في العبادة. ففي الدر المنثور عن أبي حاتم عن سعيد بن جبير، قال النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ: أن ربكم يقول: أنا خير شريك فمن أشرك معي في عملي أحداً من خلقي تركت العمل كله لـه، ولم أقبل إلاّ ما كان لي خالصاً، ثم قرأ النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ: ?فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً?(3). وفيه اخرج احمد وابن أبي الدنيا وابن مردو يه والحاكم، والبيهقي عن شداد بن أوس قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول: من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك، ثم قرأ: ?فمن كان يرجو لقاء ربه...?(4). وفي تفسير العياشي عن علي بن سالم عن أبي عبدالله ـ عليه السلام ـ قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا خير شريك من أشرك بي في عمله لم اقبله إلاّ ما كان لي خالصاً(5).