كانت بالاستقلال كانت عبادة، ولازم ذلك أن الرب الذي هو المطاع من غير قيد وشرط وعلى نحو الاستقلال اله، فإن الإله هو المعبود الذي من حقه أن يعبد، يدل على ذلك كله قولـه تعالى: ?وما أمروا إلاّ ليعبدوا إلها واحداً? حيث بدل الرب بالإله، وكان مقتضى الظاهر أن يقال: وما أمروا ألا ليتخذوا رباً واحداً، فالاتخاذ للربوبية بواسطة الطاعة المطلقة عبادة، واتخاذ الرب معبوداً اتخاذ له إلهاً. وثانياً: على أن الدعوة عبادة الله وحده فيما وقع من كلامه تعالى كقوله تعالى: ?لا إله إلاّ أنا فاعبدون ?(1) وقوله: ?فلا تدع مع الله إلها آخر...?(2) وأمثال ذلك، كما أريد بها قصر العبادة بمعناها المتعارف عليه تعالى كذلك، أريد قصر الطاعة عليه تعالى، وذلك أنّه تعالى لم يؤاخذهم في طاعتهم لأحبارهم ورهبانهم إلاّ بقوله عز من قائل: ?... وما أمروا إلاّ ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلاّ هو...?(3). روى الكليني بإسناده عن الصادق ـ عليه السلام ـ: في قولـه عز وجل: ?اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله...? فقال: «أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم لما أجابوهم، ولكن حللوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون»(4) وفي هذا المعنى عدة روايات رواها العياشي في تفسيره(5) وفي بعضها جاء «ولكنهم أطاعوهم في معصية الله» وروي هذا المعنى في الدر المنثور عن عدة من أصحاب الطرق عن حذيفة. وعلى هذا الأساس فكل معصية صدرت من الإنسان فهي شعبة من الشرك، فإن