إلى غير ذلك من الآيات في هذا المجال، والجميع كما ترى تصف الله سبحانه بأنه مطلق الحق، والحق المطلق، قال الراغب: «أصل الحق المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب في حقه لدورانه على استقامته، والحق يقال على أوجه: الأول: يقال لموجد الشيء، بسبب ما تقتضيه الحكمة ولهذا قيل في الله تعالى هو الحق. والثاني: يقال للموجد بحسب مقتضى الحكمة ولهذا يقال فعل الله تعالى كله حق. والثالث: من الاعتقاد المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه كقولنا: اعتقاد فلان في البعث والثواب والعقاب والجنة والنار حق»(1). والحاصل: إنّ المقصود من كونه تعالى حقا: أنّه سبحانه موجود قائم بذاته غني في وجوده وصفاته، جميل في أسمائه وأفعاله ثابت، باق، لا يشوبه بطلان لا في مرتبة ذاته ولا في صفاته وأفعاله، وهذا هو(وجوب الوجود) في مصطلح الفلاسفة الإلهيين، قال الحكيم السبزواري في منظومته في الحكمة: «ما ذاته بذاته، لذاته موجود، الحق العلي صفاته» وقال في شرحها: «قولهم: بذاته لذاته كالظرف والمجرور إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا، فالمراد بالأول نفي الحيثية التقيدية كما في موجودية الماهية الإمكانية وبالثاني نفي الحيثية التعليلية كما في موجودية الوجودات الخاصة الإمكانية»(2). والى هذا أشار لبيد الشاعر بقوله: «ألا كلّ شيء ـ ما خلا الله ـ باطل وكل نعيم لا محالة زائل» ومن الآيات الجامعة لنعوت الألوهية الآيات الثلاثة من آخر سورة الحشر، وهي قولـه سبحانه: