تنوب عن الأمة (الجمهورية، البرلمان، الجماعة العقلية، الحزب) إنّما أساس الفكر الإسلامي أمر فريد النوع وهو تنظيم الرابطة بين المنقول والمعقول وبذلك يكون الديني غير مستثن للسياسي والسياسي غير مستثنى للديني وكلاهما على أرضية انسانية فطرية عقلانية على هدى من الوحي، وهذا يقتضي أن تكون الأمة كلها مشاركة في السلطانين الديني والعقلي (بالشورى الملزمة) تحديداً للغايات والادوات وقياماً بالامرين قياماً ذاتياً لا ينوب فيه أحد عن غيره والمشاركة فيهما بآليات ومؤسسات واجراءات مع ترك تحديدها للاجتهاد البشري كفرض عين (الشورى مقرونة بالصلاة والزكـــاة لا تجوز فيها الانابة والكفاية). والمتأمل سيكتشف أن كل تحريف للفكر والنظام الحاصل في تاريخنا كان مصدره جعل المشاركة فرض كفاية وعجزاً عن تصور المؤسسات والآليات التي تحقق فرض العين هذا. (البيعة والحسبة والشورى…) أي الديمقراطية المباشرة الكاملة الحقيقية، تلك هي الصيغة التي طرحها الإسلام لتجاوز الحلين المحرفين السابقين الديني العبراني (اليهودي المسيحي) المستند على الاستبداد الذي تبرره النخبة الدينية، والحل الفلسفي المادي المستند على الاستبداد الذي نبرره النخبة العقلية (من ابوقراط إلى فاكوياما) وما يشهده عالمنا المعاصر اتحاد الطرحين المحرفين الصهيوني (اليهودي المسيحي) (دين) والرأسمالية الليبرالية (نظام) نتج عن تفردهما باسباب القوة الماديّة طغيان لن يتوقف الا إذا واجهته قوة قادرة على ايقافه والامة الإسلامية قادرة دون شك على ذلك لو تمكنت من تجاوز خلافاتها التي لم يعد لها ما يبررها فالمستهدف الإسلام بكل طوائفه ومذاهبه وشعوبه ولذلك لن نتوقف عن الدعوة لتكاتف الجهود لتأسيس مؤسسات شورية تكون جوهر التغيير الذي سعت إليه الرسالة المحمديّة من خلال ما حددته سورة (العصر) وهي وحدها الصالحة لحل مشاكل هذا العصر وهما. 1) مؤسسة الاجتهاد على مبدأ التواصي بالحق بمعرفة كفرض عين على كل مسلم ومسلمة. 2) مؤسسة الجهاد العادل على مبدأ التواصي بالصبر والعمل بالحق فرض عين على كل مسلم ومسلمة. ولا نملك إلا أن نختم بآيات من سورة الكهف علها توقض من فقد وعيه (وأتل ما أوحي اليك من كتاب ربك……….. حتى........ وحسنت مرتفقا). أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وأدعوه أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.