المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم في إعقاب انهيار النظام الإلحادي الشرقي وانتهاء فترة الحرب الباردة شهدت المعادلات السياسية السائدة في العالم تحولاً أساسياً. وقد وضع الرئيس الأميركي الأسبق من خلال إعلان النظام العالمي الجديد وطرح نظام القطب الواحد موضوع سيطرة النظام الاستكباري الأميركي على العالم اجمع في جدول أعماله. وكان الهدف من هذه الخطة المشؤومة فرض الهيمنة الأميركية على المناطق الإستراتيجية في العالم ونهب مصادرها وثرواتها. وحظيت مناطق الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى وشمال افريقيا التي تتمتع بأكثر مصادر الثروة العالمية والنفط والغاز خاصة والذين يشكلان العصب الحيوي للاقتصاد العالمي باهتمام المخططات السياسية والعسكرية والاقتصادية للاستكبار. ويشير عقد الأحلاف العسكرية مع دول المنطقة والسيطرة على القواعد العسكرية ومرابطة قوات الجيش الأميركي فيها وحضور الأسطول البحري والسفن العسكرية في الخليج الفارسي وبحر عمان والبحر الأحمر ومهاجمة أفغانستان والاحتلال العسكري للعراق وتقديم الدعم الشامل للحكومة الإسرائيلية الغاصبة وجرائمها الوحشية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى جانب الهجمة الإعلامية والثقافية واستخدام احدث التقنيات المعلوماتية والفضائية وشبكة الانترنيت العالمية تشير إلى جدية الاستكبار في تنفيذ مخططاته المشؤومة لبلوغ أهدافه العدوانية التي تدور في مخيلته. وتشكل العولمة بمعنى تنفيذ الإدارة الموحدة في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية للعالم اجمع بقيادة أميركا احدث ظاهرة يتم طرحها في عالم السياسة. وتنوي هذا الظاهرة أضعاف الحدود الجغرافية بل انعدام تأثيرها مع الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات وسرعة الاتصالات وغيرها تتجه بسرعة نحو تقويض كافة مواقع المقاومة وفتح الميادين الجديدة في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية في العالم.