بدون فهم ولا هدى ولا كتاب منير. وهذا ما تؤيده الآية الكريمة (ولتكن منّكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون. ولا تكونوا كالّذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم) ( ). والتخلص من أوضاع التأخر والتخلف يضعنا أمام تطوير في مجاليه الشرعي والعلمي الرياضي والتقني. فإن الحاجة إلى ذلك شديدة، والدعوة إليه ملحة. فالأخذ بالعلوم النافعة الكفيلة في هذا العصر، بضمان الرقي والقوة والعزة، تغني عن الالتفات إلى أمجاد الماضي والاغترار بها. فليس إلا الكد واختيار الأيدي الصناع والأفكار المبدعة لإنجاز التحولات والتطورات الصالحة والمفيدة. وكذلك التخلص من أوهام ثراء مواردنا المادية. فمعظم بلادالوطن العربي صحراء. ومن الضروري تطوير مواردنا، لإننا نُعد بحق من الدول الفقيرة بالمقاييس الاقتصادية المتعارف عليها. وبذل الجهود اللازمة لتحقيق التنمية. فإن عمل إرادي يرمي إلى إحداث التغييرات التي تحوّل المجتمعات من وضع التخلف إلى وضع أحسن وأفضل، هو حال النمو المطرد. والحرص على التكامل الاقتصادي ببناء الوحدة المنشودة بين البلاد العربية والإسلامية، وتجاوز الأطر القطرية دون إهمال خصائص كل قطر وظروفه. وتوحد الوطن والأمة بمشاركة العرب والمسلمين أفراداً وجماعات، أحزاباً وعلماء، رجال أعمال وأكاديميين، مثقفين ومصلحين في الأعمال الإيجابية التي تستهدف تحقيق الوحدة. وتحقيق الوحدة الاقتصادية بتوافر الإرادات السياسية والاقتصادية العربية والإسلامية للنهوض بالتنمية من خلال المشروعات المتعددة. فهذان السبيلان من المواجهة للتحديات العقدية والاقتصادية هما الواجب الحتمي الذي يتعين على الأمتين الإسلامية والعربية الأخذ به، وهو الذي ينبغي أن يكون موضع عناية وعزم بين الشعوب وحكامها وقادة البلاد ومواطنيها. فتتظافر كل الجهود من أجل تحقيق قوله عزوجل: (ولله العزَّة ولرسوله وللمؤمنين) ( ). هذا قدرنا وما يحملنا عليه من واجبات في مجالات التحدي المختلفة الذي من الضروري أن تتظافر عليها جهود أمتنا. والله يهدي إلى الحق، وإلى سواء السبيل. وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.