كلها. ولا يتسنى ذلك إلا بالتغلب على التبعية والتهميش والفقر والجهل والضلالات والأوهام والزيغ والكفر. وهذه هي التحديات التي تقصم الظهر. ولا يتحقق التغلب عليها إلا بإزالتها وتحكيم المنهج الإلهي في الأمر كله، واعتبار هذا التحكيم هو غاية الجهاد وسبيل الانتصار. وإلى هذا نبه آية الله محمد علي التسخيري في رده عن الأسس الفلسفية للعلمانية لعادل طاهر. وأما التحدي الثاني. وهو تحدي العلم والتقانة في عصرنا الحاضر فهو تحدي القوى الغربية والمجتمعات الصناعية المالية والاقتصادية لنا. وهذا له شأن آخر لا يمكن تحديده إلا بعد أن ندرك الفرق القائم بين أوضاع تلك القوى وأوضاع الدول النامية. ويكون هذا بالتوصل إلى معرفة المشاكل المعقدة وقضايا الساعة التي ينبغي بحثها من خلال موضوعات المال، والديمقراطية، والاقتصاد الحر، وانفجار طاقة علوم الإعلام والاتصال. وبغير هذا العمل الجهيد المكلف، وغير المستحيل، لا يمكن بحال ملاحقة الدول الكبرى الصناعية ولا القرب منها. ولعل الطريق إلى ذلك يتمثل في الدراسات العلمية الدقيقة والبحوث التي كتبها المتخصصون، والتي يمكن أن نعتمد منها ما نشره مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت في أعمال ندوته عن العرب والعولمة: * وأول هذه البحوث، التي رجعنا إليها، بحث الدكتور إسماعيل صبري عبد الله، رئيس منتدى العالم الثالث، ووزير التخطيط السابق في مصر، عن (العرب والعولمة، أو العولمة والاقتصاد والتنمية العربية). * والبحث الثاني للدكتور أنطوان زحلان، الخبير العربي في العلوم التقانة، وموضوعه (العولمة والتطور التقاني). * والبحث الثالث للأستاذ نبيل على، نائب رئيس مجلس إدارة صخر لبرامج الحاسب الآلي بمصر، وموضوعه (ثورة المعلومات والجوانب التقانية). وهذه البحوث جميعها تكشف عن الواقع القائم المتعلق بالتحديات والمواجهات في العالمين الشرقي والغربي. وتمهيداً للإلماع لمختلف جوانب البحث يكون لزاماً أن نعرّف بعض المصطلحات أو الأسماء والاستعمالات لجدتها، أو اختلاف دلالاتها من عصر إلى آخر ضيقاً واتساعاً، سببه خضوعها للتيارات الفكرية الجديدة. فمن ذلك اخترنا أن نقف إزاء بعض العناوين التي تحتاج إلى تعريفها، استكمالاً لتصور مفاهيمها. وهذه العناوين أو الاستعمالات خمسة: