والحاجات المعنوية بشكل كامل. 3- يملك الإسلام نظرة ايجابية لمستقبل العالم. ويدعم الاتجاه العالمي نحو التقارب الإنساني والفطري ونظام الحق والعدالة، ويؤكد انتصار الحق على الباطل في النهاية. ثانياً: الاتجاه الإنساني والتقني نحو العالمية 1ـ ان التقدم التقني للمعلومات والعلاقات والممهد للتطورات الأساسية للعلاقات الإنسانية في أبعادها المختلفة ظاهرة ايجابية تستطيع من خلال تأكيدها على العدالة والحرية والقيم الأخلاقية ان توجد حركة إنسانية مشتركة، وتنمية حقيقية شاملة للمجتمع الإنساني. 2- ان اتساع العلاقة بين أسواق السلع والعمالة ورأس المال، ونمو التجارة والاستثمار العالمي، وتوفر أنماط واسعة من التعاون العلمي والتقني، يجب ان لا يدخل في أطار الاحتكار، وان يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات التي تتطلبها عملية التنمية للأقطار النامية، وهو بذلك يوفر فرصا وتحديات جديدة للبلدان الإسلامية لتحتل موقعها اللائق بها في منظومة الاقتصاد العالمي بفضل تعاونها الشامل واعتمادها سياسات منسقة ومتكاملة. 3- ان رفع مستوى التوعية المتبادلة لدى شعوب العالم في الموضوعات المختلفة، وتصعيد الرغبة في إشباع الحاجات المعنوية والأخلاقية من قبل المثقفين والشرائح الاجتماعية المتنوعة سيوفر القاعدة الصالحة لتنمية شعور مشترك واستجابات فعالة في الوعي الإنساني العام بما يحقق رفضا لعوامل الظلم والفساد وتمهيداً لسيطرة القيم الأخلاقية العامة. ثالثاً: العولمة المادية Materialistic Globaliz ation 1ـ ان النظرة المصلحية الضيقة، والنزعة المادية الجشعة، والاستغلال النفعي اللااخلاقي، لتحقيق التسلط السياسي الاقتصادي، وفرض النمط الثقافي الأحادي على الآخر يعوّق المسيرة الإنسانية العالمية نحو الوحدة والكمال. وان الفلسفة المادية المنهزمة التي تهبط بالهوية الإنسانية السامية إلى الحضيض، وعبر تحويل النسبي القيمي إلى مطلق، تعمل على اختلاط الحق بالباطل، والتعامل مع القيم الأخلاقية والحقوق الإنسانية على أساس من منطق القوة، فهي تفقد الصلاحية والاعتبار المنطقي والعلمي الضروري لهداية المسيرة الإنسانية العالمية، وهو الأمر الذي يجب الوقوف بوجهه لكي تبقى المسيرة الإنسانية في خطها المستقيم.