أول بناء للمجتمع والدولة الإسلامية قد شيد على يد رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بصورة بحيث يمكن أن تكون أسس هذا المجتمع وموازينه التي شملت كافة الأقليات أنموذجاً يحتذى به لدى كافة الناس. لقد أرسى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاء بأفضل أنموذج للنظام العالمي الحديث وقدم ميثاقاً خالداً لحقوق الإنسان (الناس في الإسلام سواء..)، دعائم عالمية الإسلام ومنها كانت انطلاقة فكرة عولمة الاجتماع الإنساني. وخلاصة القول هو أن على المسلمين أن يحملوا في أذهانهم دوماً فكرة خالدة وعالمية وشمولية ويكونوا أفضل قدوة لكافة بني جلدتهم في كل مكان. وشمولية القيم الإسلامية هي من البلوغ ما يجعلها تلبي كافة الاحتياجات الفطرية والروحية والمعرفية لكافة الأقليات الدينية والأحرار والواعين. إن أشد ما يجعل للمسلمين يشعرون بالفخر هو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء برسالة لهداية الناس وإرشادهم إلى الفلاح "قولوا لا إله إلا الله تفلحون"، والتطور وتفجير الطاقات والقدرات وقال "الدين هو العقل والعقل هو الدين". بعبارة أخرى؛ كل من له دين فهو ممن له عقل بالتأكيد وأن كل من له عقل وفكر فهو متدين وموحد. ذلك أن كافة الأوامر والنواهي الدينية في النظام الإسلامي يجب أن تكون قائمة على الخصائص والاحتياجات المعيشية والمعرفية والروحية للإنسان. ومن هنا اعتبر الإسلام أن كل ما يقره العلم والمنطق من أنه يحول دون نمو الإنسان بدنياً ومعرفياً ونفسياً واجتماعياً هو حرام وممنوع، وأن كل ما يسهم في نمو الذهن والسلامة الروحية والاجتماعية للإنسان يكون التأسي والعمل به مرجواً وحلالاً وواجباً. ومثل هذا الأصل يمكن أن يكون سائداً ونافذ المفعول بالنسبة لكافة الناس الواعين والأحرار في كافة أرجاء المعمورة وفي كل مكان. إن ما يميز التعليم والتربية الإسلامية عن البرامج التعليمية والتربوية للدول الغربية هو؛ ما تحمله هذه البرامج من أهداف وتوجهات. فبإلقاء نظرة_ مثلاً_ على المصادر التعليمية والتربوية في الدول الغربية تتضح لنا خلاصة أهداف التعليم والتربية في المجتمعات الغربية على صعيد الأطفال واليافعين، وهي عبارة عن: 1_ معرفة الذات. 2_إقامة علاقة مفيدة ومؤثرة ومتبادلة مع الآخرين.