يشدد على سلوك المجتمع المضيّف، فيقرر عند دراسته لتأثيرات السياحة اجتماعياً على مثل هذه المجتمعات، أربع سلوكيات ورؤى متباينة يبديها المجتمع المضيّف حيال تيار التنمية السياحية: 1- الإبتهاج في هذا الطور المزامن لمرحلة اكتشاف المنطقة، ينظر المضيّفون للسياح كضيوف ويستقبلونهم بحرارة. وربما تعزى هذه الحالة إلى إرادة حسن الضيافة لدى أبناء المجتمع، أو رغبتهم في توفير مصدر رزق لهم إذا كانوا مجتمعاً فقيراً. 2- اللامبالاة إثر الدخول في مرحلة التلاقي والإندكاك وزيادة أعداد السياح، يكتسب اتصال المضيّفين والسياح طابعاً رسمياً أكثر، وفي المقابل تتضاءل رغبة السياح في التدخل في تفاصيل الحياة اليومية لأهالي المنطقة. ولن تعود لغة السياح الذين يقصدون المنطقة بعد هذا لغة أبناء المجتمع المضيّف. 3- الإستياء بدخول مرحلة التنمية، وانقلاب ميزان السكان بين الضيوف والمضيِّفين، وتراجع المحليين إلى الهامش، تطرأ العديد من المشاكل لهؤلاء الناس. تزدحم المحلات التجارية من دون أن يسفر هذا عن تأمين الإحتياجات اليومية للمحليين، إنّما تغص الدكاكين بالبضائع التي يرغب السياح في اقتنائها كالصناعات اليدوية مثلاً. وبتضاعف عدد السياح وزيادة عدد السيارات تبعاً لذلك، تضغط صعوبات الحياة على المحليين بنحو متواصل ومتفاقم، ما ينمّي بذور رؤية مختلفة لأبناء المجتمع المضيِّف حيال السياح. 4- العداء في نهاية المطاف، وبدخول مرحلة الركود، تفصح مشكلة الإستيعاب عن نفسها أكثر من أي وقت آخر، وتقنع المضيِّفين أن مرد كل هذا التمييز والنواقص هم السياح. وهذا ما يؤدي إلى تكوّن حالة لدى المضيِّفين يمكن أن نسمِّيها العداء.