نزعة مطلقة من جهة وتطابقه من جهة أخرى مع العولمة الحقيقية والوضع الراهن في العالم والعولمة المصطلح. 1- العولمة بين الصيغة الحقيقية والمتصورة ما هي العولمة الحقيقية؟ ما هي سماتها وخصائصها الأصلية؟ في أي ساحة فكرية-نظرية وقيمية وأيديولوجية ومنهجية وسلوكية وعاطفية يجب أن يحصل تحول أساس حتى نقول أنه قد تحققت فرضية العولمة؟ ما هي مستلزمات وشروط السايكولوجية الإنسانية والإجتماعية والكونية؟ هل من الممكن عدّ التشابه البحت في المظاهر والسلوكيات عاملاً مساعداً للعولمة؟ أم أن غياب التواؤم بين المظاهر والسلوكيات وبين المستويات والطبقات النظرية والمعرفية المتدنية يمكن أن يعد مؤشراً على أمر غير عالمي؟ بتعبير آخر؛ هل يمكن اعتبار أن العولمة قد تحققت بمجرد مشاهدة التشابه والسنخية في المظاهر والإنفتاح الثقافي كما في مجالات أنماط الإستهلاك والعمارة وبناء المدن ونوع الملبس والموضة وحتى التقنية التي لا تحدها حدود جغرافية مثلاً؟ أم أن العولمة واقع يستدعي تدبراً أكبر ورؤية فلسفية أعمق، وكذلك اهتماماً بشروط علم النفس على صعيد الإنسان والمجتمع والكون وحتى التأريخ؟ هل يمكن فرض العولمة مع إلغاء الجوهر والذات والغاية للإنسان والمجتمع والتأريخ ومقومات وأسس هذه النزعة الجوهرية؟ يجب على المجتمعات المختلفة في النظام الإجتماعي إتباع المنهج الفكري الفلسفي في الميادين الثقافية والسياسية والإقتصادية. وحتى لو شاهدنا في كثير من القطاعات السياسية والإقتصادية وبعض طبقات القطاع الثقافي في النظام الإجتماعي واقعاً عالمياً، إلا أن ذلك لا يسوغ الحديث عن عولمة مستقرة رغم التحول الأساس الحاصل في القطاع الثقافي الذي ألقى بطبيعة الحال بظلاله على الطبقات السياسية والإقتصادية المتدنية. وبعيداً عن التركيز على الإجابة في المقال عن كافة الأسئلة المحورية والأساسية الآنفة الذكر وكذلك الأسئلة المحورية الأخرى ذات العلاقة، نكتفي بتلميح هو أن العولمة واقع يتكأ على نوع خاص من معرفة الإنسان وفلسفة التأريخ، وهو لا يتواءم مع كافة أنماط علم الإجتماع. وبدون الإيمان بالجوهر والغاية بالنسبة للإنسان أو نفي حصول الذات والجوهر والغاية عن الإنسان وبالتالي عدم الإعتقاد بأسس النزعة الجوهرية المرتبطة بالمبدأ والخالق، لا يمكن الزعم أن العولمة والنزعة المطلقة لها صلة بوجود الإنسان. ولو ارتبطنا بالعولمة الحقيقية دون الأخذ بهذه النزعة الإنسانية والنزعة الغائية واعتبرنا أن الشمولية العالمية تعد في بعض المستويات أمراً ثقافياً وسياسياً واقتصادياً أو اجتماعياً فحينها لا يمكن لنا من هذه الزاوية ومن اعتبارات فلسفية فهم العولمة الحقيقية كما لا يمكن اعتباره أمراً مستقراً. لذا يمكن التحدث عن العولمة الحقيقية عندما نقر أن للإنسان ذاتاً وجوهراً وحقوقاً وغاية،