لعامل "الشرعية"(1 )، والنظرة التي تعتبر أن "القوة تولد الحق"(2 ) (عاملي، 2003) هي نظرة غير مشروعة. وبالنظر إلى وجود الهوة وفاصل طبقي بين ساسة البلاد والرأسماليين وبين عامة العباد، ظهر نوع من "التمييز الإجتماعي"(3 ) بين الناس وبين الحكومات لاسيما في الدول الكبرى في العالم، ما أدى إلى خلق نوع من "الحساسية الإجتماعية" إزاء القوى الكبرى في العالم حيث صار الناس يراقبون تصرفاتها بدقة وبنظرة يشوبها الشك والريبة في نفس الوقت. إن التجربة الأميركية وبعد قرن كامل من المحاولات لإيجاد شرعية ثقافية وسياسية لها في العالم، واجهت رد فعل معاكس بسبب سياساتها الداعية للحرب ونزعتها السلطوية. إن المخاطب الفعال يميل إلى "العدالة" وهذه الروح لها القابلية على التمهيد لتأسيس "تضامن عالمي حول محور القيم السامية". في الحقيقة أن العولمة في أوسع صيغها إنّما تدور حول محور العدالة في العالم وذلك عن طريق رفع نداء موحد يقول بأن "العدالة للجميع"(4 ) (مورهيد(5 )، 2003)، الأمر الذي يبشر بفكرة "الإنسان الموعود" الذي ينتظره عالم البشرية. فمع تنامي الفواصل الإجتماعية والظلم الإجتماعي والفساد وغياب المساواة يوماً بعد آخر، يستشعر العالم وبشكل مطرد الحاجة للعدالة في عالم تتغلب عليه العصبيات الوطنية والعرقية والثقافية وحتى الدينية. كلنا أمل بيوم ظهور الموعود، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً وننعم جمعياً بالأمن المعنوي، إن شاء الله تعالى.