بالتغيير والفناء، وفي هذه الغمرة سيضطرون للوقوف بوجه العولمة ككل لأنها ترغب في محق الإسلام ككل1 . ولهذا يصرح كاستلز في تقييمه لمثل هذه الانتفاضات الدينية قائلاً: “الاصولية الدينية، والقومية الثقافية، والجماعات الاقليمية، هي على الاجمال آليات دفاعية.. انها ردود فعل إزاء العولمة التي تقوض الحكم الذاتي للمؤسسات والكيانات والانظمة الاتصالاتية الموجودة في منطقة حياة الناس 2 . 3ـ التحدي على المستوى العملي فضلاً عن اوجه الهوية والمضمون التي مر ذكرها، فإن العولمة ولكونها قائمة على علاقة غير متوازنة بين اللاعبين السياسيي، ستفضي إلى عدم رضا طيف كبير من الدول والحكومات في العالم. والسبب هو ان مصادر وبؤر القوة في هذا المناخ الجديد، سيعاد تعريفها ضمن اطر جديدة غالباً ما تكون هذه البلدان محرومة منها، ولهذا تهبط مرتبتها في جدول اللاعبين السياسيين وتنبذ إلى الهامش. وبلحاظ ان العولمة تتغذى بشكل كبير على التقنية، وشبكات الاتصال، وانتاج العلوم المتطورة، والكوادر البشرية المتخصصة، والادوات الميكانيكية المجهرية المتقدمة و… الخ، ونصيب البلدان الإسلامية من كل هذا ضئيل جداً، بل في عداد اللا شيء، يبدو حتى طبق الاعتبارات الواقعية، ان العالم الإسلامي ليس بوسعه النظر بتفاؤل لمستقبله ضمن اجواء العلاقات المعولمة. على سبيل المثال قدم البنك العالمي في سنة 2001 مؤشراً جديداً لتقييم قدرات البلدان يرمز له بـ (ISI)* وفق هذا المؤشر الذي يتحدد باربعة عناصر هي: 1ـ البنى التحتية الكومبيوترية. 2ـ البنى التحتية الانترنتية. 3ـ البنى التحتية الاتصالاتية. 4ـ البنى التحتية الاجتماعية، تقسم بلدان العالم إلى خمس مجاميع رئيسية هي: 1ـ البلدان المتطورة المتقدمة بسرعة كبيرة (Skaters) 2ـ البلدان التي تقطع خطوات واسعة (Striders) 3ـ البلدان السائرة في طريق التقدم بسرعة مقبولة (Sprinters) 4ـ البلدان السائرة في هذا الطريق من باب التسلية (Strolers) 5ـ البلدان المبتدئة والتي ما تزال في نقطة البداية (Starters) بحسب هذا المؤشر تصنف بلدان العالم ضمن هذه المجاميع الخمس كما في الجدول التالي: أحوال بلدان العالم حسب مؤشر ISI