المعرفة والاطلاع، هي في الواقع حرب غير متكافئة ضد العالم الإسلامي، يراد منها عولمة الاتصالات بهدف اشاعة القيم الليبرالية الديمقراطية. مثل هذه الاستراتيجية، وكما اشار هيلد، لن تمثل للمجتمعات غير الليبرالية ـ والمغلقة بزعمه ـ سوى تهديداً كبيراً. والنتيجة هي ان دخول عصر العولمة بالنسبة للعالم الإسلامي بما له من استراتيجية وفرص اتصالاتية، يعني قبول البنية الاتصالاتية الاستعمارية التي لن يكون فيها العالم الإسلامي سوى موضوع وخادم لاصحاب الاتصالات المتفوقة. النتيجة: ثلاثة تحديات تواجه العالم الإسلامي “عودة الافكار الدينية والحركات الاجتماعية بمقاسات عالمية، واحدة من أكثر الاحداث التي وقعت في اواخر القرن العشرين ادهاشاً ومفاجأة “وهي آخر ما كان متوقعاً . رؤية “سكوت توماس المرتكزة إلى العودة إلى تعاليم الدين بمستويات عالمية، وهو ما وصفه “بيتر برغر بصحوة دينية في مسرح السياسة العالمية ، مع انها من الظواهر الجديرة بالنظر في الحقبة المعاصرة، والدالة على تكاثف مناخ يتمتع فيه الخطاب الديني بفرصة تقديم نفسه على مستوى العالم، غير ان حركة “العولمة والاحصاءات الخاصة بمكانة العالم الإسلامي، تشير إلى ان التقييم الامني لهذه الظاهرة في القرن الحادي والعشرين يعد سلبياً، وان عناصرها المهدِّدة لا تفتأ تعمل بنحو مؤثر. وبما ان “صناعة الامن منوط اولاً بمعرفة هذه العناصر، وثانياً بتحليلها ودراستها، وبالتالي تحديد أساليب تتناسب وقدرات العالم الإسلامي على مواجهة هذه الاخطار، حاولنا في هذا البحث النظر للعولمة من هذه الزاوية، وتحديد مفهومها ومعناها بالنسبة للعالم الإسلامي. بكلمة ثانية، مع اننا لا نستطيع تجاهل الفرص المحتملة التي تتيحها العولمة للإسلام والعالم الإسلامي، بيد ان جانب المخاطر في هذه الظاهرة يضاهي بصورة اكيدة جانب الفرص فيها، وهذا ما سيجعلنا نشهد تحديات صعبة تواجه العالم الإسلامي على اكثر من صعيد، وتنطلق من قوى تم احياؤها أو تمت صناعتها حديثاً من قبل الروح السائدة على ظاهرة العولمة بحسب القراءة الغربية الاحادية الاتجاه. المستويات الرئيسية لهذه التهديدات وفق تصورنا الحالي، هي كما يلي: