@ 11 @ جامع الترمذي في مجلد واحد كان عند شيخنا أبي عبدالله بن نوح في غاية العزة عليه والضنانة به وكان الناس يرحلون إليه للسماع منه والقراءة عليه لعلو روايته واشتهار عدالته وهو اخر المقرئين المحدثين بشرق الأندلس انتهت إليه الرياسة في معرفة القراءات وعللها مع الحظ الوافر من الحديث وحفظ أسماء رجاله وولي بأخرة من عمره الخطبة بجامع بلده من قبل القاضي مروان بن عبد الله بن عبد العزيز المتامر عند خلع الملثمة وهو أحد من روى عنه إلى جلة منهم ابن بشكوال كتب عنه حديثين وأبو العباس الأقليشي وأبو محمد عليم بن عبد العزيز وأبو عمر بن عياد وغيرهم وقد سمع منه في رحلته أبو العباس بن الفقيه السرقسطي التيسير لأبي عمرو المقرىء وحدثنا عنه من شيوخنا أبو عبد الله بن سعادة المعمر وحكى ابن عياد عنه قال أنشدني المقرىء أبو الحسن بن الدوش الشاطبي لما أتيت إليه للقراءة عليه متمثلا في معرض التواضع .
( لعمر أبيك ما نسب المعلى .
إلى كرم وفي الدنيا كريم ) .
( ولكن البلاد إذا اقشعرت % وصوح نبتها رعي الهشيم ) .
وإنما اتبع في ذلك أبا الحسن القابسي الفقيه أول جلوسه بالقيروان للمناظرة بإثر موت شيخه أبي محمد عبد الله بن أبي هاشم التجيبي ثم بكى حتى أبكى القوم وقال لهم أنا الهشيم أنا الهشيم والله لو أن في الأرض خضراء ما رعيت أنا توفي ابن سعيد بدانية عصر يوم الأحد الثالث عشر من المحرم سنة سبع وأربعين وخمسمائة وصلي عليه لعصريوم الاثنين بعده ودفن بقبلي جامعها الأكبر أثناء سماء مدرار كثر عنها الماء في قبره فاحتيج إلى امتياحه وفرش الرمل عند إنزاله فيه وكانت وفاته من خدر أصابه في بعض سنة ست وأربعين قبلها ومولده من ليلة الحادي والعشرين لرمضان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة عن ابن عياد وابن سفيان وغيرهما .
21 محمد بن أحمد بن مروان بن محمد بن مروان بن عبد العزيز من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الحسن بن هذيل أخذ عنه القراءات وعن طارق بن يعيش سمع منه السنن لأبي داود بقراءته في سنة ست وثلاثين وخمسمائة وله أيضا سماع من ابن الدباغ وابن النعمة وتفقه بأبي بكر بن أسد وأبي محمد بن عاشر وولي قضاء بلده