@ 171 @ نقطع أولا أصول فتن المذكور ليخلو خاطرنا الأشرف من أمور هذه البلاد فجهزنا فوجا من الحشم لقصد المذكور في نصف شهر رمضان فانهزم ودخل قلعة فيروز آباذ وتحصن فيها .
ونحن أقمنا بحدود خلخال لأجل العلوفة إلى آخر شهر رمضان وتوجهنا بعد العيد إلى قلعة فيروز آباذ فنازلتها مماليكنا وعساكرنا وأحدقنا بها بحيث كان يتعذر عبور الطيور إليها وهبوب الريح من جهتها وأمرنا بترتيب المجانيق وتقدمنا إلى كل عشر نفر من العساكر باتخاذ ما ممكن من جلود البقر فحصل في اليومين الثلاثة من العدد والآلات ما لا يعد فلما عاين أهل القلعة تلك العدة والاستعداد علم بلبان أنه لا يمكن خلاصه من تلك الورطة إلا بالاعتذار والاستغفار والتجأ إلى ظل الأمان وتمسك بأركان الملك وتشفع بهم ففتحت عواطفنا له باب القبول على معذرته وسترت هفواته بذيل المغفرة لتعلم الملوك الذين يهبون الذهب والفضة وقد انتظم بلبان منذ ثلاثة أيام في سلك مماليكنا وتقدمنا بأن يرتب في كل قلعة واليا .
ولما انقطعت مواد تلك الفتن بانعطاف العنان