[ 313 ] عصرنا الحاضر، عصر الطباعة والنشر، والثقافة والتفكر، الذي تيقظ فيه المسلمون من رقدتهم، وأدركوا سيما الشبان المثقفون، أن بلاءنا كله يرجع إلى صنائع بعض الاولين من أهل السياسة مما شوه وجه الاسلام في الحكم والادارة. وإذا كان كون الرجل من رؤساء الشيعة قدحا، فما يقول هؤلاء في رؤسائهم، مثل: سلمان، وأبي ذر، والمقداد، وعمار بن ياسر، * وغير - هم من الصحابة المعروفين بالوفاء والولاء لاهل البيت - عليهم السلام -، ومن التابعين لهم باحسان ؟ وما يقولون في أئمة الشيعة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا ؟ وما يقولون في شأن أول من سن التشيع، رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وهو الذي لقب المؤتمين بأمير المؤمنين علي - عليه السلام - بالشيعة، وبشرهم بأنهم خير البرية ؟ هذا، ويسئل عن حال من جرح أبا مريم الانصاري، هل هو مرضي عند علماء الجرح والتعديل من أهل نحلته ؟ فابن معين يتهم مثل أحمد بن حنبل بالكذب، وقال المقبلي: " نجد أحدهم ينتقل من مذهب إلى آخر بسبب شيخ أو دولة أو غير ذلك من الاسباب الدنيوية والعصبية الطبيعية ". وقال ابن معين: " ان مالكا لم يكن صاحب حديث، بل كان صاحب رأي ". وقال الليث بن سعد: " أحصيت على ________________________________________ *) قال الكاتب الشهير محمد كرد علي وهو من ابناء السنة في كتابه خطط الشام (6 / 245): عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي في عصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل سلمان الفارسي القائل: " بايعنا رسول الله على النصح للمسلمين والائتمام بعلي بن أبي طالب والموالاة له ". ومثل أبي سعيد الخدري الذي يقول: " امر الناس بخمس فعملوا باربع وتركوا واحدة " ولما سئل عن الاربع قال: " الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج ". قيل: فما الواحدة التي تركوها ؟ قال: " ولاية علي بن أبي طالب ". قيل لها: وانها لمفروضة معهن ؟ قال: " نعم هي مفروضة معهن " ومثل أبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وذي الشهادتين خزيمة بن ثابت وأبي أيوب الانصاري وخالد بن سعيد بن العاص وقيس بن سعد بن عبادة، وكثير أمثالهم. [ * ] ________________________________________