[ 17 ] الأنصراف راى في الطريق جارية تباع باربعين الف فرجع الى معاوية فاخبره فقال له معاوية ما تصنع بها، قال تلد لي غلاما فان اغضبته يضرب مفرقك بالسيف فامر له بها فابتاعها فولدت له العبد الصالح مسلم بن عقيل (ع) ولما قدم مسلم (ع) الشام ابتاع منه معاوية ضيعة فبلغ الحسين بن علي (ع) فكتب الى معاوية، اما بعد فاني لا اجيز بيع مسلم بن عقيل فارسل معاوية الى مسلم (ع) فقال هذا كتاب الحسين (ع) ابن علي لا يجيز بيعك وهو يامرك برد المال، فقال اما دون ان اضرب مفرقك بالسيف فلا فضحك معاوية وقال والله لقد تهددني ابوك بذلك قبل ان يشتري امك، وسوغه المال. وفي العقد الفريد، لابن عبد ربه عن الضبي، قال: خطب قريبة ابنة حرب اخت أبي سفيان ابن حرب اربعة عشر رجلا من اهل بدر فابتهم كلهم وتزوجت عقيل ابن أبي طالب، وقالت ان عقيلا كان مع الأحبة يوم قتلوا ببدر وان هؤلاء كانوا عليهم ولاحته يوما وقالت يا عقيل أين اخوالي اين اعمامي كأن اعناقهم ابريق فضة، قال لها إذا دخلت النار فخذي على يسارك، وفي بعض الكتب كان عقيل بن أبي طالب علامة بانساب العرب، ولما توفيت فاطمة عليها سلام الله تعالى، قال له أمير المؤمنين يا عقيل اختر لي امرأة من العرب ينجب ولدها فاجال عقيل طرفه بين الطوائف فاختار له ام البنين الكلابية، وهي ام العباس بن علي واخوته. ويحكى ان عقيلا دخل على معاوية وعنده جماعة من أصحابه فكلموه، فطعن في نسب كل منهم، فقال له معاوية قل في شيئا لأساوي أصحابي فقال اعفني، فقال معاوية لا بد من ذلك، فقال خل عني يا معاوية، فقال ليس الى ذلك من سبيل حتى اساوي أصحابي، فقال عقيل أتعرف حمامة ؟ قال ومن حمامة، قال: قد قلت لك، فاطلب من يخبرك عنها وخرج من عندهم فطلب معاوية عجوزا كانت قد ادركت الجاهلية وسألها عن حمامة فقالت لي الأمان ان أخبرتك ؟ قال: لك الأمان، قالت ان حمامة احد جداتك وكانت من ذواة الرايات في الجاهلية وكانت الناس تهتدي برايتها فالتفت معاوية الى اصحابه، وقال ابشروا فقد ساويتكم. ________________________________________